سلاح "S-400" يعيد الجدل للعلاقات السورية-الروسية ..زيارة عسكرية تسبق قمة مرتقبة

سامر الخطيب

2025.10.04 - 08:03
Facebook Share
طباعة

 وصل وفد من وزارة الدفاع السورية، برئاسة رئيس هيئة الأركان العامة اللواء علي النعسان، إلى العاصمة الروسية موسكو في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر. وأوضحت وزارة الدفاع السورية أن الزيارة تأتي في إطار تعزيز التعاون بين المؤسستين العسكريتين في البلدين، وبحث سبل تطوير آليات التنسيق.


الوفد زار “الحديقة العسكرية الوطنية المركزية للقوات المسلحة الروسية”، حيث اطّلع على منظومات الدفاع الجوي والطائرات المسيرة الاستطلاعية والقتالية، إضافة إلى معدات عسكرية ثقيلة.


وتأتي هذه الزيارة قبل أيام من الموعد المقرر لزيارة الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إلى موسكو، للمشاركة في القمة الروسية-العربية الأولى المقررة في 15 من الشهر ذاته، بحضور قادة دول عربية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 


 

جدل حول منظومة "S-400"


أثارت صورة نشرها مسؤول الإعلام في وزارة الدفاع السورية، عاصم غليون، جدلًا واسعًا بعدما ظهر فيها أمام منظومة دفاع جوي روسية قيل إنها من طراز "S-400". وكتب غليون تعليقًا على الصورة: “اليوم في روسيا وفي قادم الأيام في سوريا”.


وسرعان ما فسّرت وسائل إعلام محلية المنشور على أنه مؤشر لصفقة تسليح مرتقبة بين دمشق وموسكو. لكن غليون أوضح لاحقًا أن ما نشره لا يشير إلى صفقات جديدة، مؤكدًا أن السلاح الظاهر كان من ضمن المعروضات خلال جولة رسمية، وأن الغاية من المنشور كانت الإشارة إلى وجوده ضمن الوفد الرسمي لا أكثر.


هذا الجدل يعكس حساسية ملف التسليح بين سوريا وروسيا في مرحلة ما بعد سقوط النظام السابق، خصوصًا أن أي صفقة دفاعية قد تعكس تحولات جديدة في ميزان القوى الإقليمي.


انعكاسات تاريخ التدخل الروسي
تزامنت الزيارة العسكرية مع مرور الذكرى التاسعة للتدخل الروسي في سوريا في أيلول/سبتمبر 2015، والذي دعم خلاله الكرملين الرئيس المخلوع بشار الأسد ضد فصائل المعارضة المسلحة. ووفق تقديرات حقوقية، أسفر التدخل الروسي عن مقتل نحو سبعة آلاف مدني، بينهم أكثر من ألفي طفل.


هذا الماضي يلقي بظلاله على مستقبل العلاقات بين دمشق وموسكو. فمع التغيير السياسي الذي شهدته سوريا أواخر عام 2024، يبرز التساؤل: هل تسعى روسيا لبناء علاقة جديدة مع دمشق قائمة على شراكة متوازنة، أم أن المصالح السياسية والاقتصادية ستفرض استمرار عدم التكافؤ؟


تقارب سياسي متجدد
الزيارة العسكرية ترافقت مع سلسلة لقاءات سياسية متصاعدة بين الجانبين. ففي أيلول/سبتمبر، استقبلت دمشق وفدًا روسيًا برئاسة نائب رئيس الوزراء ألكساندر نوفاك. وأكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني خلال اللقاء أن العلاقات بين البلدين “عميقة لكنها افتقدت للتوازن”، مشددًا على أن “الدعم الروسي لمسار سوريا الجديد سيكون خطوة مهمة لمصلحة المنطقة بأسرها”.


بدوره، اعتبر نوفاك أن سوريا دولة واعدة في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن تعزيز العلاقات معها يتم بإشراف مباشر من الرئيس بوتين.


وفي تموز/يوليو الماضي، شهدت موسكو لقاء جمع الرئيس الشرع بفلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف. وخرج الاجتماع بإعلان إعادة النظر في الاتفاقيات الاقتصادية السابقة، إلى جانب تأكيد الجانبين على ضرورة التعاون لمواجهة التحديات، والحفاظ على وحدة وسيادة سوريا.


مرحلة ما بعد الأسد
تشير مجمل التحركات العسكرية والسياسية الأخيرة إلى دخول العلاقات السورية-الروسية مرحلة جديدة، في ظل محاولات دمشق استعادة مكانتها على الساحة الإقليمية، وحرص موسكو على ضمان نفوذها في الشرق الأوسط.


وبينما تراهن سوريا على دور روسي داعم في مرحلة إعادة الإعمار، يرى مراقبون أن موسكو تسعى في المقابل لتأمين مصالح اقتصادية وعسكرية استراتيجية طويلة الأمد.


وبين جدل الصفقات الدفاعية، والرهانات السياسية المقبلة، يبقى مسار العلاقات بين دمشق وموسكو مفتوحًا على احتمالات متعددة، يحددها التوازن بين المصالح المتبادلة وتقاطعات القوى الإقليمية والدولية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 3