اغتيال سياسي بارز يفتح أسئلة حول أمن الانتخابات في سوريا

2025.10.02 - 04:55
Facebook Share
طباعة

 شهد ريف طرطوس، فجر الأربعاء، حادثة أمنية خطيرة تمثلت باغتيال أحد المرشحين لعضوية مجلس الشعب السوري داخل منزله، في جريمة أثارت جدلاً واسعاً حول دلالاتها السياسية والأمنية في هذا التوقيت الحساس.


وأفادت مصادر محلية أن الدكتور حيدر شاهين، وهو أحد المرشحين لانتخابات مجلس الشعب المقبلة، قُتل إثر تعرضه لإطلاق نار مباشر من قبل شخص مجهول ملثم تسلل إلى منزله الكائن في قرية "ميعار شاكر" بريف طرطوس.


وبحسب المعطيات الأولية، دخل المهاجم المنزل في ساعة مبكرة، ليطلق النار على الضحية من مسافة قريبة، قبل أن يلوذ بالفرار. وأوضحت المعلومات أن عائلة الضحية كانت حاضرة أثناء تنفيذ الهجوم، حيث سارعت قوات الأمن إلى تطويق المكان وأخذ إفادات الزوجة والأبناء.


تحقيقات أمنية مشددة
انتشرت وحدات من قوى الأمن الداخلي في محيط القرية عقب الحادثة، وبدأت عمليات تمشيط بحثاً عن المهاجم، بينما لا تزال التحقيقات الرسمية جارية لكشف الملابسات وتحديد دوافع الجريمة وهوية المنفذ. وأشارت مصادر أمنية إلى أن جميع الفرضيات مطروحة، بما فيها الدوافع الجنائية أو الرسائل ذات الطابع السياسي.


ورغم أن السلطات لم تصدر بياناً رسمياً حتى الآن، إلا أن حالة من الترقب تسود المنطقة، في ظل انتظار الأهالي نتائج التحقيقات وما قد تسفر عنه من معلومات حول ملابسات الاغتيال.


رمزية سياسية واجتماعية
حادثة اغتيال مرشح لعضوية مجلس الشعب لم تمر بصمت، إذ اعتبر ناشطون وخبراء حقوقيون أن الحادثة تتجاوز كونها جريمة قتل فردية، وتحمل رسائل سياسية أوسع.

في هذا السياق، أوضح فضل عبد الغني، مدير إحدى الشبكات الحقوقية السورية، أن اغتيال مرشح لمجلس الشعب يمثل تطوراً خطيراً "لأنه لا يستهدف شخصاً عادياً، بل شخصية تحمل صفة اعتبارية". وأضاف أن قبول ترشيح الضحية كان يعني أنه على بعد خطوة واحدة فقط من دخول المجلس، وهو ما يمنح الجريمة دلالات استثنائية.

وأشار عبد الغني إلى أن انتماء الضحية إلى الطائفة العلوية يضيف طبقة إضافية من الرمزية، مؤكداً أن هذا النوع من الجرائم "قد يوجه رسائل تهديد مبطنة لبقية المرشحين، ويثير مخاوف لديهم من متابعة الترشح أو المشاركة السياسية".


تهديد للعملية الانتخابية
وفقاً للمراقبين، فإن الجريمة قد تلقي بظلالها على أجواء الانتخابات، إذ يرى البعض أنها قد تفتح الباب أمام موجة من التردد أو الانسحاب بين المرشحين، خاصة في المناطق التي تشهد هشاشة أمنية أو حيث تزداد حدة الاستقطاب السياسي.

عبد الغني شدد على أن الحكومة مطالبة بالتحرك العاجل لتأمين حماية المرشحين وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، معتبراً أن أي تقاعس في كشف الجناة ومعاقبتهم "سيترك انطباعاً سلبياً لدى الشارع السوري، ويقوض الثقة بالعملية الانتخابية برمتها".

وأضاف: "من الضروري أن تعلن نتائج التحقيق بشفافية، وأن يُحاسب الفاعلون سريعاً، لتوجيه رسالة واضحة للمرشحين وأهالي الضحايا والمجتمع السوري عموماً بأن الدولة قادرة على حماية الاستحقاق الانتخابي".


انعكاسات اجتماعية
الجريمة لم تقتصر تداعياتها على البعد السياسي فقط، بل أثارت أيضاً حالة من القلق بين سكان ريف طرطوس، حيث تداول الأهالي أحاديث عن تزايد الجرائم الغامضة في الفترة الأخيرة. وبحسب السكان، فإن هذه الحادثة تمثل سابقة في المنطقة .

ويرى مراقبون أن هذه التطورات قد تنعكس على المناخ العام في طرطوس، وتزيد من حدة الاستقطاب داخل المجتمع المحلي، في وقت يعاني فيه السوريون أصلاً من أزمات اقتصادية ومعيشية متفاقمة.


بينما لا تزال هوية الجاني ودوافعه مجهولة، تبقى حادثة اغتيال المرشح حيدر شاهين جرس إنذار حول هشاشة الوضع الأمني والسياسي في البلاد. ومع استمرار التحقيقات، تترقب الأوساط المحلية والدولية ما إذا كانت السلطات ستتمكن من كشف خيوط الجريمة سريعاً، أم أن القضية ستبقى ضمن سلسلة الجرائم الغامضة التي تعمّق مناخ الخوف وتزيد من تعقيد المشهد السوري.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 2