مشروع إستير: كيف تجند إسرائيل مؤثرين أميركيين لشن حرب دعائية؟

ملايين الدولارات لمؤثرين أميركيين لتلميع صورتها

2025.10.02 - 04:51
Facebook Share
طباعة

في ظل تصاعد الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب حربها المستمرة على غزة، تكشف تقارير أميركية عن جانب آخر من أدواتها في معركة "الرواية" على الرأي العام العالمي. فإلى جانب القوة العسكرية، تستثمر تل أبيب ملايين الدولارات في حملات دعائية منظمة عبر مؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي داخل الولايات المتحدة، في محاولة لتلميع صورتها وتبرير سياساتها.

 

بحسب مجلة "ريسبونسيبل ستيتكرافت" الأميركية، أبرمت وزارة الخارجية الإسرائيلية عقدًا بقيمة 900 ألف دولار مع شركة Bridges Partners بالتعاون مع مجموعة Havas Media Group الألمانية.
ويستهدف العقد تشغيل ما بين 14 و18 مؤثراً أميركياً خلال فترة تمتد من يونيو الماضي حتى نوفمبر المقبل، على أن يخصص الجزء الأكبر من التمويل لـ "مدفوعات المؤثرين" وتكاليف الإنتاج.

وتشير وثائق نشرها ويكيليكس إلى أن نصف قيمة العقد تقريباً صُرفت لتجنيد وتدريب هؤلاء المؤثرين، مع تنسيق مباشر مع الشركاء الإسرائيليين، بغية صياغة رسائل دعائية مؤيدة لإسرائيل وترويجها على منصات التواصل.
وتتراوح أجور المؤثر الواحد بين 6,100 و7,300 دولار عن كل منشور يروّج للرواية الإسرائيلية.

 

لم يقتصر الأمر على الكواليس، إذ أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال لقائه مؤخرًا نشطاء أميركيين، على "أهمية مجتمع المؤثرين" ودورهم في مواجهة الانتقادات العالمية، داعيًا إلى استخدام هذه المنصات لدعم إسرائيل والرد على خصومها.

مشروع "إستير" وتوسّع النفوذ الإعلامي

الحملة التي أطلق عليها اسم "مشروع إستير" تأتي في إطار إستراتيجية أوسع لتوسيع ميزانية النفوذ الخارجي الإسرائيلي. ففي أواخر 2024، حصل وزير الخارجية على موافقة لزيادة الميزانية المخصصة لهذه الجهود بمقدار 20 ضعفاً لتصل إلى 150 مليون دولار.

وبالتوازي مع ذلك، كشفت تقارير عن دفع إسرائيل مبلغًا شهريًا يصل إلى 1.5 مليون دولار للمستشار الرقمي براد بارسكيل، المدير السابق لحملة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لإدارة عمليات اتصالات استراتيجية تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنتاج آلاف الرسائل المتغيرة الموجهة إلى الجمهور الأميركي.

 

تأتي هذه الجهود الدعائية في وقت تواجه فيه تل أبيب انحدارًا ملحوظًا في شعبيتها على مستوى العالم، بعد مرور نحو عامين على حربها المستمرة على غزة منذ أكتوبر 2023. الحرب التي أدت إلى استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وخلّفت دمارًا واسعًا ووضعت القطاع تحت وطأة مجاعة كارثية، جعلت إسرائيل في مواجهة غير مسبوقة مع الرأي العام الدولي، الأمر الذي يدفعها للبحث عن بدائل ناعمة لتثبيت صورتها.

 

يكشف "مشروع إستير" وأمثاله من المبادرات أن إسرائيل لم تعد تراهن على قوتها العسكرية وحدها، بل باتت تعتمد بشكل متزايد على حروب المعلومات والدعاية الرقمية كجزء من معركتها الشاملة. وبينما تسعى تل أبيب لإعادة صياغة صورتها عبر المؤثرين الأميركيين وشركات العلاقات العامة، يبقى السؤال: هل تنجح ملايين الدولارات في محو مشاهد الحرب والدمار من ذاكرة الشعوب؟ 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 6