دخلت خطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة مرحلة تعقيد جديدة، بعدما أعلنت حركة حماس صعوبة الالتزام بالمهلة الزمنية التي حددتها الخطة للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين وجثث القتلى خلال 72 ساعة. التحفظات التي أبدتها الحركة، إلى جانب استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية العنيفة داخل القطاع، جعلت فرص نجاح الخطة في الوقت الراهن محل شك واسع.
أوضحت حركة حماس خلال مشاورات في الدوحة مع وسطاء دوليين أنها تحتاج لمزيد من الوقت لدراسة الشروط الواردة في الخطة الأميركية، التي تتألف من عشرين بنداً. الحركة شددت على أنها تتحفظ على عدة نقاط رئيسية، بينها غياب ضمانات لالتزام إسرائيل بوقف إطلاق النار، وعدم وجود جداول زمنية واضحة لانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، فضلاً عن البند المتعلق بـ"نزع سلاح حماس".
وبحسب ما أوردته وكالة "معاً" الفلسطينية، أكدت الحركة أن تسليم جميع الرهائن البالغ عددهم 48 شخصاً خلال 72 ساعة أمر غير ممكن، مشيرة إلى أن الواقع الميداني يعقد التواصل مع الجماعات المسلحة الأخرى التي تحتجز بعض هؤلاء الرهائن. كما لفتت إلى افتقارها لمعلومات دقيقة حول أماكن وجودهم وحالتهم الصحية في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن حماس ما زالت تحتجز 20 رهينة على قيد الحياة، إضافة إلى جثامين 28 آخرين داخل القطاع حتى نهاية سبتمبر الماضي.
الخطة التي طرحها البيت الأبيض في 29 سبتمبر تضمنت وقفاً كاملاً لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن خلال 72 ساعة، إلى جانب وضع غزة تحت إدارة خارجية انتقالية، مع إتاحة خيار الخروج والعودة لسكان القطاع. غير أن مصادر فلسطينية أوضحت أن النسخة التي قُدمت للقادة العرب تختلف عن تلك التي وصلت للفصائل الفلسطينية، وهو ما أثار مخاوف من وجود بنود غامضة أو متناقضة.
الفصائل الفلسطينية بدورها أكدت أنها تريد ربط ملف الأسرى بجداول زمنية دقيقة لانسحاب إسرائيل، في محاولة لتجنب ما تصفه بتكرار "تجربة لبنان" حين انسحبت إسرائيل بشكل أحادي دون ضمانات شاملة.
في الميدان، تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية بكثافة؛ حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن 75 شخصاً قتلوا وأصيب العشرات جراء غارات جديدة على غزة. كما واصل الجيش الإسرائيلي تفجير منازل ومربعات سكنية في قلب الأحياء المكتظة، فيما استهدفت الطائرات الحربية خيمة تؤوي نازحين غرب خان يونس، ما خلف مزيداً من القتلى والجرحى.
المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفت، وصفت النقاشات الجارية حول خطة ترامب بأنها "حساسة"، مؤكدة أن الملف بيد المبعوث الخاص ستيف ويتكوف والرئيس ترامب، دون إصدار بيانات إضافية في هذه المرحلة.
الخطة الأميركية الجديدة جاءت في محاولة لإنهاء أطول جولات الحرب وأكثرها دموية، لكنها تصطدم حتى الآن بواقع ميداني متفجر وشروط سياسية متعارضة، تجعل إمكانية التنفيذ ضمن الإطار الزمني المقترح شبه مستحيلة.