قُتل شخصان وأصيب ثالث بجروح، صباح الخميس، في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة مدنية على طريق الجرمق – الخردلي في جنوب لبنان، بحسب بيان لوزارة الصحة اللبنانية. وتبعد المنطقة المستهدفة نحو عشرة كيلومترات فقط عن الحدود مع إسرائيل.
الهجوم يأتي رغم سريان وقف لإطلاق النار تم التوصل إليه في نوفمبر 2024 بين إسرائيل وحزب الله، بعد أكثر من عام من المواجهات العسكرية، غير أن إسرائيل واصلت شن ضربات متفرقة، مؤكدة أنها تستهدف مواقع أو تحركات للحزب الموالي لإيران.
وأفادت مصادر لبنانية أن الغارة الأخيرة رفعت منسوب التوتر على الحدود، لا سيما أن وزارة الصحة كانت قد أعلنت الأربعاء مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين في قصف إسرائيلي مماثل على الجنوب.
من جانبها، أكدت الأمم المتحدة أن عدد القتلى المدنيين في لبنان منذ سريان وقف إطلاق النار بلغ 103 أشخاص، مطالبة بوقف ما وصفته بـ"دوامة المعاناة" التي يعيشها المدنيون في المناطق الجنوبية.
وفي السياق ذاته، تواجه الحكومة اللبنانية ضغوطاً متزايدة من واشنطن للحد من نفوذ حزب الله. ووفق ما أعلن وزير الخارجية يوسف رجّي، كُلّف الجيش اللبناني بإعداد خطة لنزع سلاح الحزب في المنطقة الحدودية خلال ثلاثة أشهر، في خطوة مثيرة للجدل نظراً لكون الحزب يعدّ القوة العسكرية الأبرز في مواجهة إسرائيل.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل أبقت على قواتها في خمس تلال حدودية منذ نهاية الحرب الأخيرة، ما يثير تساؤلات حول مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار الهش، في وقت يرى مراقبون أن استمرار الغارات يهدد بإشعال جولة جديدة من التصعيد العسكري في الجنوب اللبناني.