حماس بين الحرب والسلام.. تحفظات على خطة ترمب ووسطاء عرب يحذرون من الفرصة الأخيرة لغزة

2025.10.02 - 11:53
Facebook Share
طباعة

وسط تصاعد التوترات في قطاع غزة، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن أن قيادة حركة حماس أبدت استعدادًا مبدئيًا لقبول خطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لإنهاء الحرب الأخيرة، لكنها أبدت في الوقت نفسه تحفظات واضحة على بعض بنودها. المعلومات جاءت وفقًا لما نقله وسطاء عرب، بينهم مصر وقطر وتركيا، الذين لعبوا دور الوساطة بين الأطراف.

تحفظات «حماس» على بنود الخطة

أفاد الوسطاء بأن حماس طالبت بمزيد من الوقت لدراسة الخطة، خصوصًا ما يتعلق بـنزع السلاح وإطلاق سراح الرهائن. الحركة شددت على أن بعض الفصائل الفلسطينية في غزة فقد الاتصال بها خلال الأسابيع الماضية، ما يجعل تنفيذ بنود معينة في فترة 72 ساعة أمرًا صعبًا.

كما أشار المسؤولون الفلسطينيون إلى أن الخطة الأميركية لا توفّر مسارًا واضحًا وموثوقًا نحو إقامة الدولة الفلسطينية، وأنها تحتوي على ثغرات تسمح لإسرائيل باستئناف العمليات العسكرية، ما يجعل الحركة حذرة في قبولها دون ضمانات إضافية.

 

أكد مسؤول في حماس للصحيفة أن الحركة منفتحة على أي اقتراح يوقف الحرب، مع الإبقاء على حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم. وقد تخلت الحركة عن بعض مطالبها السابقة، بما في ذلك انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا والمناطق العازلة بين غزة وإسرائيل، في خطوة قد تعكس المرونة التي أبدتها القيادة الجديدة في القطاع بقيادة عز الدين الحداد بعد يحيى ومحمد السنوار.

دور الوساطة العربية

الوسطاء العرب الذين نقلت عنهم الصحيفة تحركات حماس أكدوا أن مصر وقطر وتركيا حذرت الحركة من أن خطة ترمب قد تكون الفرصة الأخيرة لإنهاء الحرب في غزة، في وقت تتزايد فيه الضغوط الإنسانية والسياسية على سكان القطاع.

ويعكس تدخل هذه الدول محاولة متوازنة للضغط على الطرفين لوقف التصعيد، خاصة مع تفاقم أزمة النزوح الداخلي التي طالت آلاف الفلسطينيين الذين فرّوا من شمال القطاع بعد أن أمرت القوات الإسرائيلية بالإخلاء نحو الجنوب.

 

يبدو أن حماس تواجه مأزقًا مزدوجًا: من جهة، الحاجة إلى وقف الحرب وإنقاذ المدنيين؛ ومن جهة أخرى، تحديات داخلية مرتبطة بتعدد الفصائل وغياب التنسيق الكامل معها، مما يحد من قدرة الحركة على الالتزام الفوري بكل بنود الاتفاق المقترح.

المرونة التي أظهرها الحداد تشير إلى إمكانية قبول مبدئي للخطة الأميركية، لكن مع شروط فلسطينية لضمان الحقوق الأساسية، بما في ذلك حماية المدنيين وحق الدفاع عن النفس.


إذا ما نجحت الوساطة العربية في تقريب وجهات النظر، فقد يشهد القطاع مرحلة هدوء نسبي، على الأقل مؤقتة، ما قد يتيح بداية حوار سياسي أوسع حول المستقبل الفلسطيني – الإسرائيلي. ومع ذلك، يبقى احتمال استئناف العمليات العسكرية قائمًا إذا لم تتم معالجة الثغرات الجوهرية في الخطة، خاصة المتعلقة بإقامة الدولة وحقوق الفلسطينيين. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 9