احتجاجات شعبية بعد مقتل شبان بوادي النصارى في حمص

سامر الخطيب

2025.10.02 - 11:01
Facebook Share
طباعة

 يشهد وادي النصارى في ريف حمص الغربي حالة من التوتر والاحتقان، عقب مقتل ثلاثة شبان برصاص مسلحين مجهولين في قرية عناز، وهي الحادثة التي أثارت صدمة واسعة بين الأهالي ودفعت إلى احتجاجات شعبية مطالبة بمحاسبة الجناة وتعزيز الأمن في المنطقة.


تفاصيل الحادثة
وقع الهجوم في ساعات المساء أمام مكتب مختار القرية، حين أطلق مسلحون ملثمون يستقلون دراجات نارية النار بشكل مباشر على مجموعة من الشبان، ما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم على الفور، قبل أن يلوذ المهاجمون بالفرار نحو جهة مجهولة. وتشير الروايات المحلية إلى أن المهاجمين استخدموا أسلحة رشاشة، في عملية وُصفت بالمنفذة بدقة وسرعة.


الضحايا الذين سقطوا في الهجوم ينتمون إلى عائلات معروفة في المنطقة، الأمر الذي ضاعف من حدة الغضب الشعبي، وأدى إلى تحركات واسعة تمثلت بقطع طرق رئيسية وإشعال إطارات في عدد من البلدات، إلى جانب دعوات لإضراب عام شلّ الحياة اليومية في بعض القرى.


ردود فعل محلية
الاحتجاجات التي خرجت عقب الحادثة عكست حالة من الغليان الشعبي، وسط مطالبات بضرورة كشف هوية الفاعلين وتقديمهم للعدالة. كما شدد ناشطون محليون على أن الحادثة ليست معزولة، بل تأتي في سياق حالة عامة من الانفلات الأمني يشهدها ريف حمص الغربي منذ أشهر، مع تكرار حوادث إطلاق النار والسطو المسلح.


التجمعات الشعبية التي سُجلت في قرى وبلدات وادي النصارى تركزت على الدعوة إلى ضمان حماية المدنيين وتعزيز وجود الأجهزة الأمنية في المنطقة. بعض الفعاليات الاجتماعية طالبت بإجراءات عاجلة لوقف نزيف العنف، معتبرة أن أي تأخير في معالجة الملف سيؤدي إلى تفاقم التوتر وتهديد السلم الأهلي.


موقف رسمي
من جانبها، أكدت السلطات المحلية أنها باشرت منذ اللحظة الأولى للحادثة بإجراءات ميدانية لتطويق المنطقة والبدء بالتحقيقات، مع وعود بملاحقة الجناة وإحالتهم إلى القضاء. كما شددت الجهات الأمنية على رفضها المطلق لكل أشكال العنف التي تهدد أمن المجتمع، معتبرة أن الهدف من هذه الأعمال هو ضرب الاستقرار وزعزعة الثقة في مؤسسات الدولة.


وأشارت التصريحات الرسمية إلى أن الأجهزة المختصة تعمل على جمع الأدلة وتتبع الخيوط التي قد تقود إلى المنفذين، مع دعوة المواطنين إلى التحلي بالهدوء وعدم الانجرار خلف الشائعات، ريثما تستكمل التحقيقات.


البعد السياسي والاجتماعي
تزامنت هذه الجريمة مع أجواء انتخابية في البلاد، وهو ما جعل بعض المراقبين يربطون الحادثة بمحاولات التأثير على المناخ العام وإشاعة الفوضى في مناطق متفرقة. ومع ذلك، يظل التركيز الشعبي منصبًا على الجانب الأمني المباشر، والمطالبة بضمان حماية الأهالي من أي تهديدات مماثلة في المستقبل.


وادي النصارى، المعروف بتنوعه الديني والثقافي، ظل على مدى عقود رمزًا للتعايش السلمي، لكن تصاعد حوادث العنف الأخيرة دفع الكثيرين للتخوف من أن يؤدي استمرارها إلى تغييرات سلبية في النسيج الاجتماعي بالمنطقة.


مستقبل غامض
رغم الوعود الرسمية بالتحرك السريع، يبقى المشهد ضبابيًا مع غياب معلومات دقيقة حول هوية المنفذين أو خلفيات الهجوم. وفي حين يتطلع الأهالي إلى نتائج ملموسة من التحقيقات الجارية، تتصاعد الدعوات لاتخاذ إجراءات جدية تعيد الطمأنينة إلى المنطقة، وتضع حدًا لظاهرة العنف المسلح التي باتت تهدد الاستقرار في ريف حمص الغربي.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 3