مقتل أشقاء بظروف غامضة في حماة

2025.10.02 - 09:48
Facebook Share
طباعة

 شهد ريف محافظة حماة الغربي حادثة جديدة من العنف، بعد العثور على جثث ثلاثة أشقاء من قرية حيالين وهم محمد، خالد، رياض أبناء فايز الحماد، مقتولين بالقرب من القرية، وسط ظروف غامضة لم تتضح ملابساتها بعد. وتضاف هذه الجريمة إلى سلسلة من الأحداث الأمنية التي تضرب المنطقة في الآونة الأخيرة، وتثير مخاوف السكان من تصاعد معدلات القتل والاستهداف.


وفق ما تم تداوله محليًا، فقد اختفى الأشقاء الثلاثة مساء الثلاثاء، قبل أن يُعثر على جثثهم صباح الأربعاء ملقاة على الطريق الواصل إلى منطقة الجرنية شمال قرية حيالين. ولم تصدر أي جهة إعلانًا رسميًا حول هوية الفاعلين أو دوافع الجريمة، فيما لا يزال التحقيق جاريًا لمعرفة ملابسات الحادثة.


تقع قرية حيالين في ناحية السقيلبية شمال غربي مدينة حماة، على مسافة تقارب 48 كيلومترًا، وهي إحدى القرى التي شهدت خلال السنوات الماضية اضطرابات متكررة في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة بالمنطقة.


سياق من العنف المتصاعد
لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها، إذ سبقتها قبل أيام جريمة مشابهة في قرية جدرين بريف حماة الشمالي، حيث قُتل أربعة عمال بناء بعد تعرضهم لإطلاق نار من مجهولين أثناء عودتهم من عملهم. وأعلنت الجهات الأمنية لاحقًا القبض على عدد من المشتبه بهم، في وقت لا تزال التحقيقات مستمرة لكشف جميع تفاصيل تلك الجريمة.


كما شهدت مناطق مختلفة في ريفي حماة وحمص خلال الأشهر الأخيرة حوادث خطف واغتيال وتصفية، وسط اتهامات متبادلة بين أطراف مختلفة، وتصاعد حالة من انعدام الثقة بين الأهالي والجهات الأمنية.


توترات متجددة
منذ اندلاع النزاع في سوريا، برزت محافظة حماة، ولا سيما ريفها الغربي والشمالي، كبؤرة للتوترات الأمنية. وقد تكررت فيها أعمال عنف مختلفة، سواء عبر استهداف مدنيين أو عناصر أمنية، أو عبر اشتباكات متقطعة بين مجموعات مسلحة.


في أواخر أيلول الماضي، شهدت بلدة جدرين حادثة قتل جماعي لأربعة أشخاص، لتتبعها بعد أيام قليلة جريمة حيالين، ما يعكس استمرار حالة عدم الاستقرار الأمني. ويرى مراقبون أن تكرار هذه الحوادث خلال فترة زمنية قصيرة يضع المنطقة أمام تحديات خطيرة مرتبطة بالأمن المجتمعي.


قلق شعبي
الحوادث الأخيرة خلفت حالة من الخوف والقلق بين السكان، الذين يعانون أصلًا من ظروف معيشية صعبة في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور. ومع غياب الوضوح بشأن دوافع الجرائم والجهات المسؤولة عنها، تتزايد المخاوف من أن تكون المنطقة مقبلة على مزيد من التصعيد الأمني.


كثير من الأهالي يفضلون التزام الصمت أو الامتناع عن الإدلاء بأي تصريحات، خشية الوقوع في خلافات أو تعريض أنفسهم للمساءلة، وهو ما يزيد من صعوبة الحصول على روايات دقيقة لما يجري على الأرض.


جهود التحقيق
من جانبها، تؤكد الجهات الأمنية في المحافظة أنها باشرت تحقيقات مكثفة لكشف ملابسات الجريمة التي طالت الأشقاء الثلاثة في حيالين، متعهدة بملاحقة الفاعلين وتقديمهم إلى القضاء. وتشدد على أن القانون سيأخذ مجراه، محذرة من الانجرار وراء الشائعات أو الاتهامات غير المثبتة.


وبينما لا تزال تفاصيل الحادثة غير واضحة، تبقى الأسئلة مطروحة حول طبيعة ما يجري في ريف حماة، وما إذا كانت هذه الجرائم تأتي في سياق تصفيات حسابات فردية، أو ضمن سلسلة أوسع من الاضطرابات الأمنية التي تعيشها المنطقة.


مستقبل غامض
مع استمرار هذه الحوادث، يزداد قلق السكان من غياب الأمن، وسط دعوات لضرورة تكثيف الجهود الأمنية، وتعزيز الإجراءات الرامية إلى ضبط الأوضاع، بما يضمن حماية المدنيين ووقف سلسلة الجرائم التي تهز المنطقة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 5