السرايا المنهار: إرث تاريخي ينهار تحت وطأة الإهمال

2025.10.01 - 10:16
Facebook Share
طباعة

انهار جزء من مبنى السرايا التاريخي في ساحة المرجة بدمشق أثناء أعمال ترميم، مما أدى إلى وفاة شخصين وإصابة 11 آخرين، بالإضافة إلى وجود عاملين تحت الأنقاض، المبنى كان مقراً لوزارة الداخلية السورية سابقاً، وعانى على مدى عقود من الإهمال وتدهور البنية الإنشائية نتيجة أعطال متراكمة وإهمال متواصل في الصيانة.

الورشة المكلفة بالترميم كانت بصدد معالجة الأضرار السابقة التي لحقت بالمبنى بعد الحريق الذي وقع في يونيو الماضي، وفي أثناء العمليات وقع الانهيار الجزئي في أحد أجنحة المبنى المتضررة، ما أدى إلى احتجاز عدد من العمال تحت الركام. فرق الدفاع المدني تدخلت فوراً، وتمكنت من إنقاذ خمسة أشخاص، بينما استمرت عمليات البحث تحت ظروف خطرة بسبب احتمال حدوث انهيارات إضافية.

الانهيار أبرز هشاشة المباني التراثية التي لم تتلق صيانة مناسبة لعقود طويلة، المبنى يبرز تراكم أضرار بنيوية تتطلب جهوداً متواصلة ومهنية في الترميم للحفاظ على سلامة المبنى والعاملين فيه، استخدام المعدات الثقيلة أثناء عمليات الإنقاذ لم يكن ممكناً بسبب المخاطر الكبيرة، ما أجبر الفرق على العمل يدوياً ضمن نطاق محدود لتفادي سقوط أجزاء إضافية من السقف.

الحادث يضع الانتباه على أهمية تطوير استراتيجيات للترميم تشمل تقييم دقيق للبنية قبل الشروع بأي أعمال، وتنظيم عمليات الإنقاذ وفق أساليب هندسية آمنة، إلى جانب ضرورة الالتزام بمعايير السلامة خلال جميع مراحل الترميم، المبنى التاريخي كان هدفاً لمحاولات تخريب متعمدة من قبل النظام السابق، مما ساهم في زيادة الأضرار وتأخير عمليات إعادة التأهيل.

محافظة دمشق أعلنت استمرار أعمال الترميم للارتقاء بالمستوى الفني والحفاظ على هوية المبنى، مع تكثيف التدابير الوقائية لتقليل المخاطر على العمال والمواطنين، الحادث يشير إلى حجم التحديات التي تواجه المباني القديمة في العاصمة، أيضاً يظهر الحاجة إلى برامج مستمرة للصيانة والتقييم الدوري للمباني التراثية قبل إجراء أي تدخلات أو ترميمات.

في ضوء الحادث، يصبح من الضروري الجمع بين حماية التراث العمراني وضمان سلامة العاملين خلال عمليات الترميم، مع التخطيط الدقيق وإجراءات السلامة الصارمة لتقليل فرص حدوث حوادث مشابهة مستقبلاً. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 5