أعلن جهاز أمن المقاومة الفلسطينية عن تفكيك أجهزة تجسس وكاميرات سرية زرعتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، في خطوة تؤكد قدرة المقاومة على مواجهة التهديدات الاستخباراتية المعقدة وحماية المدنيين والمناطق الحساسة، وقد شملت الأجهزة الممزقة كاميرات تصوير مموهة في أشكال متنوعة، أبرزها طيور جاثمة على الأشجار، وهي جزء من منظومة يُرجح أنها تعرف باسم "الذئب الأزرق"، وفق ما ذكرت منصة "الحارس" التابعة لأمن المقاومة.
يأتي هذا الكشف بعد سلسلة من محاولات الاحتلال المتكررة للتجسس، من بينها إحباط محاولة زرع جهاز عبر حوامة مسيرة "كواد كابتر" فوق ركام أحد المنازل في أغسطس الماضي، ما يدل على اعتماد إسرائيل أساليب متقدمة لرفع مستوى المراقبة على القطاع. وأكدت المقاومة أن بعض هذه الأجهزة قد تكون مفخخة، ما يجعل اليقظة المدنية شرطًا أساسيًا للحفاظ على السلامة العامة.
وقد جاء تحرك المقاومة ليس فقط لصد التجسس الإسرائيلي، بل أيضًا لتوفير منظومة حماية شاملة للمدنيين، بما يشمل النازحين الذين تقطن خيامهم في مناطق مختلفة من غزة. في سياق متصل، يذكر أن المخابرات الإسرائيلية كانت تقوم بتمويه أجهزة التجسس لتظهر كجزء من البيئة المحيطة والطبيعة المحلية، ما يعكس مستوى التعقيد والتخطيط في عمليات التجسس التي يحاول الاحتلال تنفيذها.
هذا الإنجاز يوضح جاهزية المقاومة على المستويين الأمني والاستخباراتي، وقدرتها على التعامل مع التهديدات المموهة والمعقدة، إلى جانب توظيف الوعي المجتمعي لتعزيز منظومة الأمن المحلي. فالدعوات المستمرة للأهالي بمراقبة أي أجسام مشبوهة والإبلاغ عنها دون العبث بها تساهم في تحصين القطاع من أي اختراق محتمل، وتزيد من صعوبة تنفيذ أي عمليات سرية للاحتلال.
كما يعكس التفكيك الناجح لأجهزة التجسس الاستراتيجية الأمنية المتكاملة للمقاومة الفلسطينية، التي تعتمد على المراقبة المستمرة، وتحليل أساليب العدو، وتوظيف القدرات البشرية والتقنية لمواجهة التهديدات.
وفي ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة، تؤكد هذه العمليات على قدرة المقاومة على الحفاظ على سيطرة نسبية على البيئة المحلية، وحماية المدنيين، والتقليل من التأثيرات الاستخباراتية للعدو.
من الناحية الاستراتيجية، يظهر التقرير أن النجاحات الأمنية للمقاومة تمثل عنصرًا أساسياً في تعزيز صمود القطاع، ورفع مستوى الحماية ضد أي اختراق إسرائيلي، ما يجعلها خط الدفاع الأول ضد التجسس والعمليات الاستخباراتية المعقدة. وفي الوقت نفسه، تؤكد المقاومة على أن الوعي المجتمعي والشراكة مع المدنيين هما من عوامل القوة التي تعزز من فاعلية الأمن في غزة.