تعيش أفغانستان منذ ثلاثة أيام في عزلة شبه تامة عن العالم الخارجي، بعد أن أمرت حركة "طالبان" بقطع خدمات الإنترنت والاتصالات عبر الهواتف المحمولة بشكل كامل، في خطوة أثارت قلقًا دوليًا واسعًا وانعكست مباشرة على قطاعات حيوية في البلاد.
عزلة مفاجئة
مصادر دبلوماسية وصناعية أكدت لوكالات الأنباء أن الانقطاع بدأ مساء الاثنين الماضي، من دون أي إنذار مسبق أو توضيحات رسمية من جانب سلطات "طالبان". ومنذ ذلك الحين، لم تقتصر الأزمة على توقف خدمات الإنترنت فقط، بل شملت تعطيل أنظمة الاتصالات كافة، ما جعل البلاد شبه معزولة.
منظمة "نت بلوكس" المتخصصة في مراقبة الإنترنت أوضحت أن الخطوة "تعزل السكان الأفغان عن بقية العالم وتمثل عودة لنهج طالبان المحافظ الذي يقيد الحريات الأساسية".
وبحسب تقارير محلية، شلّ الانقطاع قطاعات حيوية مثل المصارف والنقل الجوي، حيث جرى تعليق الرحلات المغادرة والواصلة، قبل أن يتم التأكيد على هبوطها بسلام رغم الفوضى التقنية.
الأمم المتحدة أعربت عن قلقها، داعية سلطات "طالبان" إلى استعادة خدمات الاتصال بشكل عاجل، محذّرة من انعكاسات إنسانية خطيرة على ملايين السكان، خصوصًا مع اعتماد قطاعات الإغاثة والتمويل الإنساني على خدمات الإنترنت.
يرى مراقبون أن الإجراء الحالي يحمل دلالات سياسية تتجاوز الجانب التقني، إذ يعيد إلى الأذهان ممارسات الحركة قبل أكثر من عقدين عندما فرضت عزلة مشددة على المجتمع الأفغاني، وهو ما يثير مخاوف من تضييق أوسع على الحريات العامة في المرحلة المقبلة.