القوات العراقية تتخذ خطوات استباقية لحماية الحدود مع سوريا

2025.10.01 - 02:01
Facebook Share
طباعة

 اتخذت القوات العراقية خطوات أمنية متقدمة لتأمين الحدود المشتركة مع سوريا، في إطار جهودها لمنع أي تسلل محتمل أو هجمات من الجماعات المسلحة في الأراضي السورية. وتشمل الإجراءات تحصينات ميدانية، نشر أجهزة مراقبة وكاميرات حرارية، بالإضافة إلى تكثيف الطلعات الجوية والاستطلاعية، لضمان صعوبة اختراق الحدود أو تهديد الاستقرار الداخلي.

وأكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، ياسر وتوت، أن هذه الخطوات تأتي في سياق متابعة التهديدات المحتملة من قبل الجماعات المسلحة، مع التشديد على أن المعلومات الرسمية لا تشير إلى أي تحركات مؤكدة لهذه العناصر داخل سوريا. وأضاف أن القوات العراقية بمختلف صنوفها، بما فيها الجيش، حرس الحدود، جهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي، تعمل وفق خطط محكمة لتعزيز الأمن في المناطق الصحراوية الحدودية التي كانت سابقًا معاقل للجماعات الإرهابية.

 

تحصينات حدودية وجدران كونكريتية

في الوقت نفسه، قامت قيادة قوات الحدود العراقية بتنفيذ جدران كونكريتية على طول الحدود مع سوريا، بهدف تحصين المثلث الحدودي بين العراق وتركيا وسوريا، من حدود “ربيعة” إلى معبر “فيشخابور”. وتتم مراقبة هذه المناطق باستخدام طائرات مسيرة تغطي كل واحدة منها نحو 80 كيلومترًا، إضافة إلى حفر خنادق خلف الجدران لتعزيز الأمان.

مدير إعلام قيادة الحدود أكد أن الخطة تشمل تنسيقًا كاملًا مع حكومة إقليم كردستان العراق، لضمان تنفيذ الجدار ومراقبة الحدود مع تركيا وجزء من الحدود السورية، مع استمرار إنتاج الصبات الكونكريتية لتغطية كافة المناطق الحدودية بشكل محكم. وأشار إلى أن قوات الحدود تمسك بالخط الأمامي، بينما يتمركز الجيش والحشد الشعبي في مواقع خلفية لدعم الأمن والرقابة.

 

التعاون الأمني مع سوريا

على صعيد السياسة الإقليمية، أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن العراق ينسق مع الحكومة السورية الجديدة في المجالات الأمنية، خصوصًا في مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي لا يزال موجودًا في بعض المناطق السورية. وأوضح السوداني أن العراق يرفض أي تدخل أجنبي على الأراضي السورية، بما في ذلك التوغلات الإسرائيلية، مشددًا على دعم عملية سياسية شاملة تشمل جميع المكونات والطوائف داخل سوريا.

وأشار إلى أن التعاون مع دمشق يستند إلى دروس المرحلة التي أعقبت سقوط نظام صدام حسين، حين أدى الفراغ الأمني إلى انتشار العنف الطائفي وصعود الجماعات المسلحة. ولفت إلى أن بغداد تعمل على منع تكرار مثل هذه الفراغات الأمنية، مع الحفاظ على سيادة الدول المجاورة واستقرار الحدود المشتركة.

 

قدرات عراقية متزايدة

تشير التقديرات الأمنية إلى أن العراق بات أكثر قدرة على مواجهة التهديدات العابرة للحدود مقارنة بالمراحل السابقة، بفضل تحسين التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية، وزيادة المعدات والوسائل التكنولوجية المستخدمة في المراقبة. كما ساهمت التجارب السابقة في تطوير الخطط الاستراتيجية لتأمين المناطق الصحراوية والنقاط الحدودية الحساسة، بما يضمن ردع أي محاولات تسلل أو هجمات إرهابية قبل وقوعها.

وتعتبر هذه الإجراءات جزءًا من جهود العراق الشاملة لتعزيز الأمن الداخلي وحماية المدنيين والمرافق الحيوية من أي تهديد محتمل، مع الاستمرار في مراقبة التطورات الأمنية والسياسية في سوريا ودول الجوار، لضمان استقرار طويل الأمد للحدود الشمالية والغربية للبلاد.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 5