مصر تحذّر من استمرار الاحتلال وتشدّد على انسحاب إسرائيلي شامل من غزة ولبنان

2025.10.01 - 01:20
Facebook Share
طباعة

في لحظة سياسية دقيقة تتقاطع فيها المبادرات الدولية مع الكارثة الإنسانية المستمرة في غزة، رفعت القاهرة مجدداً صوتها الدبلوماسي عبر وزير خارجيتها بدر عبد العاطي، مؤكدة أن أي تسوية سياسية لا يمكن أن تنجح من دون انسحاب إسرائيلي كامل من القطاع ووقف محاولات فرض أمر واقع في الضفة الغربية. التحرك المصري يأتي من قلب اجتماع قادة ميونيخ في العلا، الذي يسلّط الضوء على التوازنات الإقليمية في عالم متعدد الأقطاب.

موقف مصر.. غزة قلب الصراع

أكد عبد العاطي أن الأولوية الآن هي إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، ووقف استهداف المدنيين، مع ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يواجه مجاعة وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
وشدّد الوزير المصري على مركزية القضية الفلسطينية وارتباط الضفة الغربية عضوياً بقطاع غزة، محذّراً من أي محاولات لضمّ أراضٍ أو تهجير الفلسطينيين قسراً من أرضهم.

رؤية مصر للحل السياسي

استعرض عبد العاطي الخطوات المصرية لإرساء أفق سياسي يقوم على حل الدولتين، باعتباره الضمانة الوحيدة لحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.
وأشار إلى مبادرة القمة العربية بالقاهرة في مارس الماضي، والتي أقرت تشكيل لجنة إدارية فلسطينية غير فصائلية لتسيير شؤون القطاع مؤقتاً، ريثما تعود السلطة الفلسطينية لبسط إدارتها الكاملة. كما كشف عن برامج مصرية لتدريب عناصر أمنية فلسطينية بهدف إعادة ضبط الأوضاع الميدانية داخل غزة.

 

لم يقتصر حديث الوزير المصري على غزة، بل شمل أيضاً ملفات ساخنة أخرى في الإقليم:

في سوريا، أكد رفض القاهرة القاطع لأي مساس بوحدة أراضيها، مندداً بالاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على السيادة السورية.

في لبنان، شدّد على ضرورة انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس المحتلة، وتنفيذ القرار الأممي 1701 كاملاً دون انتقائية، محذراً من تداعيات استمرار الاعتداءات على السيادة اللبنانية.

 


كلمة عبد العاطي في العلا عكست تمسك مصر بدور إقليمي فاعل في لحظة تزداد فيها الضغوط الدولية لإيجاد صيغة تسوية توقف نزيف الدم الفلسطيني وتمنع انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع. كما أبرزت القاهرة التوازن الدقيق الذي تسعى لفرضه: دعم مبادرات وقف الحرب مثل خطة ترمب، مع الإصرار على خطوط حمراء واضحة تتمثل في إنهاء الاحتلال، ورفض التهجير، والتأكيد على حل الدولتين.

 

الحراك المصري في ميونيخ يأتي امتداداً لتاريخ طويل من الوساطات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بدءاً من كامب ديفيد وصولاً إلى مبادرات القاهرة الأخيرة. غير أن التحدي اليوم أعقد: إسرائيل تواصل سياستها التوسعية، والولايات المتحدة تطرح حلولاً آنية، بينما يعاني الفلسطينيون كارثة إنسانية غير مسبوقة. وفي ظل هذا المشهد، يبدو أن القاهرة تسعى لتثبيت معادلة جديدة: لا تهدئة بلا انسحاب، ولا استقرار بلا دولة فلسطينية ذات سيادة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 10