تشهد بعض مناطق الساحل السوري موجات نزوح مستمرة، حيث لجأت مئات العائلات العلوية إلى لبنان في ظل ظروف معيشية صعبة وغير مستقرة. ويعاني النازحون من قلة الخدمات الأساسية ونقص الموارد، في ظل عدم وضوح فرص العودة إلى مناطقهم الأصلية.
وصل النازحون إلى المناطق الحدودية الشمالية في لبنان، خاصة في محافظة عكار، بعد عبور نهر الكبير الجنوبي الذي يفصل بين ريفي طرطوس واللاذقية ومناطق لبنانية مثل المسعودية والعريضة وأبوودية وتل عباس الشرقي والحيصة والسماقية. وتستقر معظم هذه الأسر في خيام أو مراكز إيواء مؤقتة، وتواجه تحديات يومية تتعلق بالغذاء والمياه والخدمات الصحية.
تُشير تقديرات غير رسمية إلى أن عدد العائلات النازحة يراوح بين 7,000 و12,000 شخص. ويواجه النازحون محدودية في الوصول إلى الخدمات القانونية والاجتماعية، بالإضافة إلى مخاطر مرتبطة بالتوترات المحلية في بعض المناطق اللبنانية.
تجدر الإشارة إلى أن النازحين يعيشون في ظروف معقدة، إذ يعتمدون على الدعم الإنساني المتوفر من المنظمات المحلية والدولية، ويظل مستقبلهم غير محدد فيما يتعلق بإمكانية العودة الآمنة إلى سوريا أو البقاء في لبنان لفترات طويلة. ويعتبر توفير الدعم اللازم لهم أمراً مهماً لضمان استقرار حياتهم اليومية وحقهم في العيش في ظروف لائقة.
شهدت بعض القرى في الساحل السوري أحداثاً أدت إلى تضرر المساكن وتهجير السكان، مما أجبر العديد منهم على التوجه نحو لبنان أو مناطق داخلية مؤمنة نسبياً. ويقيم بعض النازحين حالياً في المناطق المحيطة بالقواعد العسكرية أو المواقع الآمنة المتاحة في لبنان، بينما يختار آخرون البقاء في المناطق الحدودية، وذلك ضمن ظروف تختلف من منطقة إلى أخرى.
تتعامل المنظمات الإنسانية مع هذه الحالة بتقديم الدعم الإغاثي الأساسي، بما في ذلك الغذاء والمياه والخدمات الطبية. ويتم توزيع المساعدات على الأسر النازحة في القرى الحدودية، مع محاولة توفير قدر من الحماية والمأوى الملائم. ومع ذلك، تظل الاحتياجات الأساسية لهذه الأسر كبيرة، وتستدعي متابعة مستمرة من الجهات المعنية لتأمين ظروف العيش الضرورية.
وتركز التحديات على قدرة الأسر على الوصول إلى الموارد الأساسية والخدمات الصحية والتعليمية، فضلاً عن الحاجة إلى توفير الحماية القانونية والاجتماعية. كما أن استمرار النزوح والاعتماد على الإيواء المؤقت يجعل هذه الفئات عرضة لضغوط اقتصادية واجتماعية إضافية، مما يزيد الحاجة إلى تدخل منظم ومستمر لضمان استقرارهم.
الوضع الحالي للنازحين العلويين في لبنان يعكس أبعاد الأزمة الإنسانية التي امتدت إلى ما وراء الحدود السورية، ويبرز الحاجة إلى جهود دولية ومحلية لدعم الأسر في مناطق اللجوء، وتأمين ظروف معيشية مناسبة، وتعزيز الوصول إلى الخدمات الأساسية. ويعتبر استمرار تقديم المساعدة أمراً ضرورياً لضمان أن يتمكن النازحون من العيش بأمان وكرامة، مع تخفيف الضغوط اليومية الناتجة عن الظروف الصعبة التي يعيشونها.