حثت الحكومة الإيطالية اليوم الثلاثاء المشاركين في أسطول الصمود العالمي المتجه إلى قطاع غزة على التوقف فوراً، وأعلنت عن سحب فرقاطتها العسكرية المرافقة للأسطول، في خطوة اعتبرها نشطاء على متن السفن انحيازاً واضحاً لإسرائيل.
وأكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني أن أي خيار آخر غير التوقف قد يشكل عقبة أمام جهود السلام في المنطقة.
أوضحت وزارة الدفاع الإيطالية أن الفرقاطة البحرية ستنسحب من مرافقة الأسطول بمجرد بلوغه مسافة 150 ميلاً بحرياً من سواحل غزة، بهدف تجنب أي حادث دبلوماسي مع إسرائيل. وحذرت الوزارة النشطاء من الاستمرار في الإبحار نحو القطاع، مشيرة إلى أن السفينة الحربية ستصدر تحذيرين أخيرين قبل انسحابها النهائي، بما في ذلك تحذير منتصف الليل بتوقيت غرينتش.
رفض الأسطول للتحذيرات واستمرار المهمة الإنسانية:
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم أسطول الصمود ماريا إيلينا ديليا أن النشطاء رفضوا الامتثال للتحذيرات الإيطالية، متهمين الحكومة بمحاولة إفشال مهمتهم الإنسانية لكسر الحصار المفروض على غزة. وأكد المنظمون أن المشاركين على متن السفن على دراية بالمخاطر ولن يتراجعوا عن هدفهم في إيصال المساعدات. وأضافت أن الأسطول يتوقع هجوماً وشيكاً خلال الساعات المقبلة، لكنه سيواصل رحلته مهما كانت التحديات.
مشاركة واسعة ووجود شخصيات بارزة:
يضم أسطول الصمود أكثر من أربعين قاربا مدنياً يشارك فيه برلمانيون ومحامون ونشطاء من عدة دول، بينهم الناشطة السويدية غريتا تونبرغ، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي عن القطاع، وكان الأسطول قد تعرض لهجمات بطائرات مسيرة مزودة بقنابل صوتية ومواد مثيرة للحكة في المياه الدولية قبالة سواحل اليونان، مما استدعى نشر سفينة من البحرية الإيطالية والأخرى الإسبانية لمساعدة الأسطول دون التدخل العسكري المباشر.
خطة التسوية ورفضها من قبل النشطاء:
أعلن وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو أنه من المتوقع اعتراض الأسطول في المياه المفتوحة واعتقال النشطاء، موجهاً نداء أخيراً لهم بقبول خطة تسوية لتسليم المساعدات في قبرص لتجنب أي مواجهة محتملة مع إسرائيل، إلا أن ممثلي الأسطول رفضوا الاقتراح، مؤكدين على استمرار مهمتهم في إيصال الدعم إلى سكان غزة رغم المخاطر.
موقف الأسطول الدولي:
من جانبه، أكد أسطول الصمود أن الفرقاطة الإيطالية ستصدر تحذيرات للإخلاء قبل وصوله إلى منطقة حرجة، لكن الأسطول سيواصل رحلته، مع تأكيد المشاركين أنهم مستعدون لتحمل كل المخاطر من أجل المهمة الإنسانية. وأشار إلى أن الهدف الرئيس هو إيصال المساعدات إلى قطاع غزة، في رسالة دعم للشعب الفلسطيني وتحدٍ للقيود المفروضة من الحصار الإسرائيلي.