تعزيزات تركية وسورية قرب خطوط التماس مع قسد

2025.09.30 - 03:23
Facebook Share
طباعة

 تشهد مناطق شمال سوريا تطورات ميدانية متسارعة، مع استقدام الجيشين التركي والسوري تعزيزات جديدة إلى مواقع حساسة، وسط تبادل للقصف بين القوات الحكومية و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وتزايد المخاوف من مواجهة واسعة إذا انهارت المساعي السياسية.

تحركات في مطار كويرس ورأس العين

مصادر عسكرية أفادت بأن مطار كويرس في ريف حلب الشرقي شهد انتشار وحدات سورية وتركية بشكل متزامن. فقد دخلت عربات مدرعة تركية من نوع "سامور" إلى داخل المطار، رافقتها منظومات دفاع جوي وطائرات مروحية، في خطوة وُصفت بأنها تهدف إلى "تأمين" المطار.

بالتوازي، عززت القوات التركية مواقعها في مدينتي رأس العين وتل أبيض على الحدود السورية–التركية، بينما انتشرت وحدات إضافية من الجيش السوري في محيط هذه المناطق، ما زاد من حالة الاستنفار العسكري.

تبادل القصف في ريف حلب

في ريف حلب الشرقي، اندلعت مواجهات محدودة بين الجيش السوري و"قسد". وأفادت تقارير محلية بأن الاشتباكات بدأت بقصف مدفعي من جانب "قسد" استهدف مواقع للجيش السوري في دير حافر، لترد القوات الحكومية بالقذائف المدفعية والصاروخية.

وبينما أكدت "قسد" أن قواتها ردت بشكل مباشر على مصادر النيران، نافية سقوط خسائر بشرية، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن الفصائل الكردية قصفت محيط قرية تل ماعز شرق حلب، ما استدعى ردًا مدفعيًا من الجيش.

توتر متصاعد في دير الزور

لم يقتصر التوتر على ريف حلب، إذ شهد ريف دير الزور الشرقي مواجهات بين الجانبين. فقد أعلنت "قسد" أن إحدى نقاطها العسكرية قرب جسر العشارة في بلدة درنج تعرضت لهجوم شنته مجموعات "مسلحة" مرتبطة بالحكومة السورية أثناء تأمين عبور بعض المجموعات عبر نهر الفرات.

وردت "قسد" بإطلاق النار على إحدى العبارات النهرية، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات متقطعة في المنطقة، فيما أشارت تقارير ميدانية إلى سقوط ضحايا مدنيين جراء تبادل النيران.

استعدادات عسكرية واسعة

مع هذه التطورات، تتزايد المؤشرات على استعدادات ميدانية أكبر. فالتعزيزات التركية تشمل وحدات مدرعة ونظم دفاع جوي، بينما كثفت القوات السورية انتشارها في محيط المطارات والمواقع الحدودية. مصادر مطلعة اعتبرت أن هذه التحركات تعكس "رسائل متبادلة" بين الأطراف، وقد تكون مقدمة لجولة جديدة من العمليات العسكرية.

في المقابل، تؤكد "قسد" أنها في حالة "جهوزية كاملة" للتصدي لأي هجوم محتمل، مشددة على أن ردها سيكون "حاسمًا" في حال تعرض مواقعها أو مقاتليها لأي استهداف.

سيناريو مواجهة

رغم استمرار المفاوضات بين دمشق و"قسد"، فإن التطورات الميدانية ترسم صورة قاتمة لمستقبل الشمال السوري. فأنقرة تصر على أن "قسد" تمثل تهديدًا للأمن القومي التركي، وتراقب تحركاتها عن كثب، فيما تسعى دمشق إلى دمجها في الجيش مع الحفاظ على مركزية القرار العسكري.

وبين هذه المواقف المتباينة، يبقى التصعيد على الأرض هو العامل الأكثر حضورًا. فالتبادل المتكرر للقصف يعكس هشاشة التهدئة القائمة، فيما توحي التعزيزات المستمرة بأن المنطقة تقف على أعتاب جولة جديدة من التصعيد العسكري، قد تتجاوز الاشتباكات المحدودة إلى مواجهة أوسع إذا فشلت التفاهمات السياسية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 1