لبنان يرحب بخطة ترامب ويؤكد أولوية الاستقرار الإقليمي

2025.09.30 - 01:41
Facebook Share
طباعة

برز الموقف اللبناني من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة باعتباره أحد أوائل المواقف الرسمية الداعمة عربياً، حيث سارع الرئيس جوزيف عون إلى الترحيب بالمبادرة الأمريكية، مشددًا على البعد الإنساني وضرورة إنهاء معاناة المدنيين.

في بيان رسمي، ثمّن الرئيس اللبناني جهود ترامب، واصفًا الخطة بأنها "مقاربة واقعية" للتعامل مع القضايا الخلافية والإشكالية التي عطلت مسارات التسوية سابقاً. وأكد عون أن لبنان يرى في هذه المبادرة فرصة لحقن الدماء، وفتح الطريق أمام شرق أوسط أكثر استقرارًا وازدهارًا "يرتكز إلى العدالة الإنسانية والكرامة البشرية".

ويأتي الموقف اللبناني في وقت حساس داخليًا وإقليميًا؛ فبيروت، التي تواجه تحديات اقتصادية وسياسية متراكمة، تدرك أن استمرار الحرب في غزة قد ينعكس مباشرة على جبهتها الجنوبية وعلى معادلة الأمن الداخلي، خصوصًا في ظل التوتر المستمر مع إسرائيل. وبالتالي، ينظر مراقبون إلى ترحيب عون على أنه محاولة لإبراز لبنان كطرف داعم لأي مبادرة توقف الحرب وتمنع اتساع رقعة المواجهة.

من زاوية أخرى، ينسجم الموقف اللبناني مع مواقف إقليمية مشابهة، حيث رحبت مصر والأردن والسعودية وقطر وتركيا والإمارات وباكستان وإندونيسيا بالطرح الأمريكي، ما يعكس رغبة عربية أوسع في احتواء الأزمة. ومع ذلك، يبقى للبنان خصوصيته: فهو البلد العربي الوحيد الذي يتقاطع فيه الوضع الداخلي مع تداعيات الحرب في غزة مباشرة عبر الحدود، ما يفسر سرعة ووضوح موقفه.

تاريخيًا، لطالما ارتبطت الساحة اللبنانية بتطورات الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، سواء عبر وجود اللاجئين الفلسطينيين أو عبر دور المقاومة. واليوم، في ظل انكشاف لبنان اقتصاديًا وسياسيًا، يبدو أن بيروت تحاول التمسك بخطاب داعم للاستقرار، وإرسال رسالة مفادها أنها مع أي حل يخفف من حدة النزاعات الإقليمية. لكن يبقى السؤال: هل يمكن لخطة ترامب أن تلبي بالفعل تطلعات لبنان في منطقة أكثر هدوءًا، أم أنها ستبقى ضمن سلسلة المبادرات التي تصطدم بالواقع الميداني والسياسي؟ 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 5