"الجسر قد ينهار".. باحث إسرائيلي يدعو إلى صيانة السلام مع مصر وسط مؤشرات مقلقة

2025.09.30 - 01:33
Facebook Share
طباعة

أعاد تصريح مسؤول عسكري إسرائيلي بارز الجدل حول مستقبل العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية، بعدما اعتبر أن التحركات العسكرية المصرية في سيناء تحمل "دلالات مقلقة" قد تؤثر على استقرار الإقليم. التصريحات، التي أدلى بها العقيد (احتياط) الدكتور موشيه إيلاد في مقابلة مع صحيفة معاريف العبرية، جاءت في ظل توتر إقليمي متزايد، وسط اتهامات إسرائيلية لمصر بأنها تتبنى خطابًا سياسيًا متشدداً تجاه تل أبيب، بينما تصر القاهرة على لعب دور محوري في المبادرات العربية الخاصة بالقضية الفلسطينية.

بحسب إيلاد، فإن الانتشار العسكري المصري الأخير في سيناء لا يمكن النظر إليه باعتباره مجرد خطوة دفاعية، إذ يتضمن تجهيزات لوجستية وأنظمة دفاعية متقدمة. واعتبر أن "التوقيت والنطاق" يجعلان من الصعب تجاهل هذا التحرك، مضيفًا أن بعض المسؤولين المصريين يدعون علنًا إلى إعادة النظر في معاهدة السلام الموقعة عام 1979.

وأشار الباحث الإسرائيلي إلى أن مصر تسعى في الوقت ذاته إلى تقديم نفسها كقوة إقليمية تقود المبادرات العربية الخاصة بمستقبل غزة، لكنها ترفض في المقابل الطروحات الإسرائيلية والدولية. ووفقًا له، فإن ذلك يعزز من احتمالية حدوث "صدع عميق" في العلاقات بين الجانبين.

وفي تحذير مباشر، قال إيلاد إن المؤشرات الأمنية والدبلوماسية والمدنية "مثيرة للقلق"، مشددًا على أن الحديث لم يعد مجرد فرضيات إعلامية بل أصبح سؤالاً جادًا: "هل مصر على طريق الصراع مع إسرائيل؟".

ورغم إقراره بأن احتمال اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة لا يزال ضعيفًا، إلا أنه حذر من أن "التدهور في العلاقات بات مرتفعًا للغاية"، سواء في الجوانب الدبلوماسية أو الاقتصادية أو السياسية. وأكد أن أي قرار يُتخذ على الحدود الجنوبية ينبغي أن يُحسب بدقة في علاقته مع القاهرة.

وفي ختام حديثه، دعا الباحث الإسرائيلي إلى ضرورة العمل على صيانة اتفاقية السلام، قائلاً إن "الجسر الذي يقوم على دعامة واحدة قد ينهار إذا لم يُصن جيدًا"، في إشارة إلى هشاشة التفاهمات القائمة إذا لم تُدعّم بخطوات عملية للحفاظ عليها.

تأتي هذه التحذيرات في وقت بالغ الحساسية للعلاقات المصرية ـ الإسرائيلية. فمنذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، حافظ الطرفان على مستوى من الاستقرار الأمني، رغم الخلافات السياسية الحادة في قضايا إقليمية عديدة، وعلى رأسها الملف الفلسطيني. غير أن التطورات الميدانية في غزة، وتزايد الأصوات المصرية المنتقدة للتنسيق مع تل أبيب، أضفت على المشهد أجواء توتر غير مسبوقة منذ سنوات. ومع ذلك، ما تزال القاهرة رسمياً تؤكد التزامها باتفاقية السلام، مع احتفاظها بحقها في تعزيز قدراتها الدفاعية في سيناء. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 6