كوريا الشمالية تكسر الخطوط الحمراء: قدرات صاروخية تهدد العمق الأمريكي

2025.09.30 - 12:45
Facebook Share
طباعة

أكد وزير التوحيد الكوري الجنوبي جونغ دونغ يونغ، خلال مؤتمر صحفي في برلين، أن كوريا الشمالية باتت تمتلك القدرة الفعلية على ضرب الأراضي الأمريكية، ما يشير إلى تحوّل استراتيجي عميق في موازين القوى منذ القمة التي جمعت الزعيم الكوري كيم جونغ أون بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018.

الوزير الكوري شدد على أن بيونغ يانغ لم تعد مجرد قوة إقليمية طموحة، بل أصبحت واحدة من ثلاث دول فقط قادرة على استهداف الولايات المتحدة مباشرة، وهو ما يستدعي ـ بحسب تعبيره ـ مراجعة شاملة للواقع الأمني في شبه الجزيرة الكورية وفي النظام الدولي ككل.

الصاروخ "هواسونغ-19" وتغير المعادلة

تصريحات جونغ جاءت في ظل تسارع ملحوظ في البرنامج الصاروخي الكوري الشمالي. ففي أكتوبر 2024 أجرت بيونغ يانغ اختبارًا لصاروخ باليستي عابر للقارات من طراز "هواسونغ-19"، حلق 86 دقيقة وبلغ ارتفاعًا قياسيًا وصل إلى 7687 كيلومترًا، قبل أن يسقط في المياه القريبة من اليابان. الزعيم الكوري كيم جونغ أون اعتبر آنذاك أن التجربة تعكس "عزيمة البلاد على مواجهة الأعداء".

ويؤكد خبراء عسكريون أن ما يفصل كوريا الشمالية عن امتلاك قدرة ضربة نووية استراتيجية ضد الولايات المتحدة هو فقط تطوير تقنيات إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي، وهي المرحلة الأخيرة في برنامج الصواريخ العابرة للقارات.

البرنامج النووي والقدرات الكامنة

إلى جانب الصواريخ، تكشف تقديرات الاستخبارات الكورية الجنوبية أن بيونغ يانغ قد تمتلك ما يصل إلى طنين من اليورانيوم عالي التخصيب، وهو ما يتيح لها توسيع ترسانتها النووية بشكل ملموس. هذه التقديرات لاقت دعمًا من خبراء روس، أشاروا إلى أن كوريا الشمالية نجحت في بناء بنية تحتية متكاملة تشمل التعدين، المعالجة، وأجهزة الطرد المركزي، ما يمنحها قدرة إنتاجية مستقلة ومعقدة.

جدلية المواقف: نزع السلاح أم شرعية الردع؟

رغم تمسك سيئول وحلفائها بمبدأ نزع السلاح النووي، يواصل كيم جونغ أون التأكيد على أن الأسلحة النووية جزء من السيادة الوطنية الكورية، بل ومكرسة دستوريًا. هذا التناقض الجذري في الرؤى يكرّس مأزقًا تفاوضيًا طويل الأمد، حيث تبدو بيونغ يانغ عازمة على ترسيخ مكانتها كقوة نووية مكتملة، فيما تجد واشنطن وسيئول نفسيهما أمام تحديات أمنية متصاعدة.

 

منذ انسحاب بيونغ يانغ عام 2003 من معاهدة حظر الانتشار النووي، والبرنامج النووي الكوري الشمالي في مسار تصعيدي متواصل، بلغ ذروته في العقد الأخير بتجارب نووية متكررة وإطلاق صواريخ عابرة للقارات. ورغم جولات الحوار بين واشنطن وبيونغ يانغ، لم تُسفر الجهود الدبلوماسية عن اتفاق دائم، فيما يبدو أن كوريا الشمالية باتت اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى فرض معادلة ردع جديدة على الساحة الدولية.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 10