أثارت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الصراع في غزة جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها نشطاء وسياسيون فلسطينيون ومحليون محاولة لتصفية القضية الفلسطينية. وقد جاءت الخطة في وقت حرج، مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة وتصاعد التوترات الإقليمية.
تشمل خطة ترامب عدة بنود رئيسية تهدف إلى إنهاء الحرب وإعادة الرهائن، أبرزها:
إطلاق سراح الرهائن: تشمل الخطة الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين خلال 72 ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، إضافة إلى إعادة رفات الأسرى.
الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين: الخطة تقترح إطلاق سراح 250 أسيراً محكوماً بالمؤبد و1700 معتقل من غزة اعتُقلوا بعد أكتوبر 2023.
وقف الحرب واستعادة الأمن: تهدف الخطة إلى إنهاء العمليات العسكرية بشكل فوري، مع ضمان استقرار إسرائيل وخلق بيئة فلسطينية تتيح التنمية وإعادة الإعمار.
ردود الفعل الفلسطينية والعربية
حركة حماس: رفضت الخطة واعتبرتها تهديداً للثوابت الفلسطينية، مؤكدة على ضرورة إنهاء الحرب وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.
المعارضون السياسيون: وصف الدكتور محمد البرادعي الخطة بأنها "مخطط خنوع وإذعان"، مشيراً إلى أنها لا تمثل خطة سلام حقيقية.
دول عربية وإسلامية: أصدرت بيانات مرحبة بإعلان ترامب، معتبرة أن الشراكة الأميركية ضرورية لتهيئة الظروف المناسبة للسلام.
المواقف الدولية
الهند: رحبت بالخطة، معتبرة أنها خطوة نحو السلام والتنمية المستدامة في المنطقة.
إسرائيل: أعلنت دعمها الكامل للخطة، مؤكدة أنها تعزز أمنها واستقرارها، وتفتح الباب أمام إعادة بناء قطاع غزة تحت شروطها.
من منظور تحليلي، تثير الخطة عدة تساؤلات: هل هي فرصة حقيقية لإنهاء الصراع، أم محاولة لإعادة رسم الخرائط السياسية والجغرافية على حساب الحقوق الفلسطينية؟ الخطة قد توفر استقراراً مؤقتاً لإسرائيل، لكنها تثير مخاطر طويلة المدى فيما يخص الحقوق الفلسطينية والهوية الوطنية. كما أن الرفض الفلسطيني والحذر العربي يوضح أن أي تنفيذ لهذه الخطة سيواجه تحديات كبيرة على الأرض، وقد يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي بدل تبسيطه.
تبقى خطة ترامب محور جدل واسع بين مؤيد ومعارض، حيث يراها البعض خطوة لإنهاء الصراع، بينما يعتبرها آخرون محاولة لتصفية القضية الفلسطينية. ومن المتوقع أن تتواصل المناقشات والتحليلات السياسية خلال الأسابيع المقبلة، وسط متابعة دقيقة لتداعياتها على الأرض الفلسطينية والإقليم بأسره.