في ظل استمرار الحرب الدامية في قطاع غزة، كشف البيت الأبيض عن خطة أمريكية جديدة لإنهاء الصراع، وسط تفاؤل المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بشأن رد حركة حماس، الذي لم تتح لها الفرصة لدراسة المقترح بشكل كامل بعد. وتعكس هذه الخطة الطموح الأمريكي لإعادة رسم الواقع في غزة بما يخدم أهداف واشنطن وحلفائها الإقليميين.
أوضح ويتكوف في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" أن حماس لم تتح لها الفرصة بعد لدراسة الخطة الأمريكية بعمق، لكنه اعتبر تواصل ممثلين عن الحركة مع المسؤولين القطريين والمصريين مؤشرًا إيجابيًا على استعدادها للدراسة "بحسن نية" وتقديم رد لاحق. وأضاف ويتكوف أن المقترح الأمريكي يحظى بدعم واسع من الدول العربية والأوروبية، ما يزيد فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتقوم الخطة الأمريكية على عدة محاور رئيسية:
1. منطقة منزوعة التطرف في غزة:
تهدف الخطة إلى تحويل القطاع إلى منطقة خالية من الإرهاب والتطرف، مع وقف فوري للحرب وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية.
2. تبادل الأسرى
تنص الخطة على إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين خلال 72 ساعة من قبول الاتفاق، مقابل الإفراج عن نحو ألفي معتقل فلسطيني.
3. خيار العفو لعناصر حماس:
تُمنح عناصر الحركة خيار التخلي عن السلاح أو الخروج الآمن إلى دول مستقبلة لهم، كجزء من جهود إنهاء النزاع دون مزيد من التصعيد العسكري.
4. إدارة تكنوقراطية للقطاع:
تشكل لجنة فلسطينية تكنوقراطية تحت إشراف دولي، برئاسة "مجلس سلام" يقوده ترامب ويشارك فيه قادة دوليون، من بينهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
5. خطة إعادة إعمار اقتصادية دولية:
تشمل استثمارات في منطقة اقتصادية خاصة توفر فرص عمل وتنمية طويلة المدى، في محاولة لكسر دائرة الفقر والمعاناة في القطاع.
6. نزع سلاح حماس ومراقبة البنية العسكرية:
تضمن الخطة تدمير الأنفاق والبنية العسكرية، مع إشراف مراقبين دوليين لضمان منع عودة التهديدات الأمنية.
7. نشر قوة استقرار دولية مؤقتة:
بالتعاون مع مصر والأردن لتأمين الحدود ومنع تهريب السلاح، بما يعزز فرض الأمن والاستقرار على الأرض.
تظهر الخطة الأمريكية تصميمًا على إعادة ترتيب الوضع الأمني والسياسي في غزة وفق مصالح واشنطن وإسرائيل، مع إدماج عناصر عربية وأوروبية في إدارة القطاع. ورغم الطابع التقدمي في البعد الاقتصادي وإطلاق فرص العمل، فإن نجاح الخطة يعتمد على استجابة حماس وقدرتها على الموازنة بين الحفاظ على عناصر قوتها واستغلال فرص العفو، في ظل ضغوط دبلوماسية مكثفة.
كما أن إدخال إدارة دولية وتشكيل قوة استقرار مؤقتة يشير إلى أن واشنطن تسعى لضمان استمرارية نفوذها في القطاع بعد انتهاء العمليات العسكرية، مع الحد من أي قدرة محتملة للمقاومة على العودة للتهديد الأمني.
تظل الخطة الأمريكية لغزة اختبارًا حاسمًا لكل الأطراف، حيث تواجه حماس خيارات صعبة بين قبول الشروط ومواجهة انتقادات داخلية أو رفضها ومخاطرة استمرار الحرب. وفي الوقت نفسه، يظل الفلسطينيون أمام مرحلة حرجة من إعادة البناء الاقتصادي والسياسي، وسط احتمالات تحول القطاع إلى نموذج اختبار لإدارة دولية مؤقتة قد تؤثر على مستقبل السيادة الفلسطينية.