تحركات مفاجئة في البنتاغون.. ماذا يخطط ترامب وهيغسيث للجيش الأمريكي؟
في خطوة غير مسبوقة أثارت موجة من التكهنات والتحليلات، دعا البنتاغون فجأة كبار القادة العسكريين الأمريكيين إلى اجتماع عاجل في قاعدة مشاة البحرية بكوانتيكو بولاية فرجينيا، حيث سيجتمع الرئيس السابق دونالد ترامب ووزير الدفاع بيت هيغسيث بالقادة شخصيًا. الاجتماع المفاجئ جمع جنرالات وأدميرالات يتمركزون في أكثر من عشر دول حول العالم، بما فيها مناطق نزاع بالشرق الأوسط، مما أعطى له طابعًا استثنائيًا ونادرًا في تاريخ الاجتماعات العسكرية الأمريكية.
الخبراء يشيرون إلى أن الاجتماعات بين القادة العسكريين والمدنيين ليست بالأمر الجديد، إلا أن حجم هذا الاجتماع، وطبيعته السرية، وسرعة الدعوة إليه، كلها عوامل غير اعتيادية، مما دفع المحللين إلى طرح تساؤلات حول أهدافه الحقيقية.
مارك كانسيان، المستشار البارز لدى "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" والكولونيل المتقاعد في مشاة البحرية، قال: "من الطبيعي أن يعرض الوزير رؤيته لإدارة الوزارة واستراتيجيته المستقبلية، لكن ما يثير الدهشة هو الإعلان القصير قبل انعقاد الاجتماع، والحضور الشخصي لكل هؤلاء القادة، وما قد يتضمنه ذلك من تحركات مفاجئة."
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس، إذ تواجه الحكومة الأمريكية احتمال إغلاق حكومي خلال الأيام المقبلة، في ظل سلسلة من الإجراءات غير المسبوقة التي اتخذها هيغسيث منذ توليه الوزارة، منها خفض عدد الضباط برتبة جنرال وإقالة عدد من القادة العسكريين البارزين، في ما وصفه البعض بـ"تنظيف وإعادة هيكلة القيادة العسكرية" وفق معايير فعالية القوة القتالية وروح المحارب، وهو ما يراه البعض مؤشرًا على استعداد لخطوات استراتيجية كبيرة.
وبينما لم يصدر أي بيان رسمي يوضح طبيعة الاجتماع، يرى محللون أن مثل هذا التجمع يمكن أن يشير إلى تحرك استراتيجي شامل، قد يشمل إعادة ترتيب الأولويات العسكرية الأمريكية عالميًا، وتحضيرات محتملة لتدخلات في مناطق نزاع رئيسية، إضافة إلى تغييرات جذرية في قيادة الجيش.
في ظل الغموض المحيط بالخطوات القادمة، يترقب العالم تطورات هذا الاجتماع، الذي قد يمثل نقطة تحوّل في السياسات العسكرية الأمريكية، مع مؤشرات على استعداد الإدارة الحالية أو المقبلة لتغييرات استراتيجية واسعة النطاق على المستوى الدولي.
