شهدت العاصمة اليمنية صنعاء هجمات جوية مكثفة نفذها الجيش الإسرائيلي مؤخراً، وسط تقارير أفادت بأن الضربات لم تُصب القيادات العليا للحوثيين، بينما تركزت على مواقع أمنية وعسكرية محددة، ما يثير تساؤلات حول دقة الاستراتيجية الإسرائيلية وفعاليتها، وفق موقع "ynet".
أوضح الجيش الإسرائيلي أن العملية، التي حملت اسم "حزمة عابرة"، شملت عشرات الطائرات والمقاتلات التي أطلقت أكثر من 65 قذيفة على مبانٍ ومقرات تتبع جهاز الأمن والمخابرات الحوثي في حي شملان وحي حدة والمدينة القديمة، إضافة إلى فيلات داعمين للجماعة ومرافق عامة مثل محطة كهرباء ومؤسسات صناعية ومواقع للإعلام العسكري.
على الرغم من شدة الهجمات، لم تسجل إصابات بين القيادات العليا للجماعة، بينما تعرض بعض الأفراد للقتل أو الجرح.
وأشار الباحثون المحليون إلى أن الحوثيين يعتمدون أساليب أمنية متقدمة لحماية قياداتهم، من خلال وضع شخصيات ثانوية في مواقع حساسة يمكن استهدافها، ما يقلل من فرص إصابة المسؤولين البارزين، كما أكدت الصحيفة أن بعض المباني المستهدفة كانت تحتوي على سجناء سياسيين ومعارضين للجماعة، ما يثير مخاوف بشأن الأضرار المدنية ويستدعي إعادة تقييم استراتيجيات الاستهداف.
وأضاف الباحثون أن الهجمات أظهرت حساسية منخفضة تجاه الحد من الأضرار الجانبية، واعتمدت على ردود غير محسوبة بدقة، ما يقلل من فعالية العمليات ويعرض المدنيين لمخاطر غير ضرورية. من جانبه، أكدت قناة المسيرة التابعة للحوثيين أن الهجمات لم تحقق أهدافها الاستراتيجية، وأن الإجراءات الأمنية للجماعة ساهمت في حماية قياداتها.
ويعتبر الهجوم الأخير انعكاساً للتحديات الكبيرة التي تواجه العمليات الجوية في بيئة حضرية مكتظة، حيث يصعب التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية.