تراجع أسعار المحروقات في لبنان.. ماذا تعني الأرقام الجديدة؟
تسعيرة جديدة من وزارة الطاقة:
وزارة الطاقة والمياه أصدرت جدولًا جديدًا لأسعار المحروقات، أظهر انخفاضاً طفيفاً في البنزين والمازوت، فيما بقي سعر الغاز ثابتاً وجاءت التسعيرة كالتالي:
بنزين 95 أوكتان: 1,495,000 ليرة (انخفاض 5,000 ليرة)
بنزين 98 أوكتان: 1,530,000 ليرة (انخفاض 4,000 ليرة)
المازوت: 1,374,000 ليرة (انخفاض 1,000 ليرة)
الغاز: 1,068,000 ليرة (استقرار دون تغيير)
الجدول الجديد يمنح المستهلك بعض الارتياح، لكنه يبقى محدود الأثر مقارنة بضغوط الأزمة الاقتصادية وانقطاع الكهرباء المتكرر.
الإمدادات تحت السيطرة:
رئيس تجمع شركات النفط مارون شماس أوضح أن البلاد حالياً في "منطقة أمان نسبي" لجهة الإمدادات، حيث تصل البواخر بشكل طبيعي والممرات البحرية ما تزال مفتوحة، وحذر في المقابل من أن التوترات الإقليمية والحروب قد تؤثر على حركة السفن وأسعار النفط المستورد من اليونان.
شماس أكد أن الأسعار مرشحة لمزيد من التراجع، موضحاً الجدول الرسمي يعكس حركة الأسواق العالمية ببطء، ما يعني أن التأثير الكامل لموجة انخفاض النفط العالمية لم يظهر بعد على السوق المحلي.
البعد العالمي لتراجع الأسعار:
في السياق الدولي، الأسواق النفطية تتجه نحو الهبوط مع تزايد المعروض وتراجع وتيرة نمو الطلب:
وكالة الطاقة الدولية توقعت ارتفاع المعروض خلال 2025 بحوالي 2.5 مليون برميل يومياً، مقابل نمو ضعيف للطلب لا يتجاوز 680 ألف برميل يومياً، ما يضع الأسعار تحت ضغط نزولي.
إدارة معلومات الطاقة الأميركية رجحت انخفاض خام برنت إلى أقل من 60 دولاراً للبرميل في الربع الأخير من 2025، للمرة الأولى منذ 2020، على أن يبلغ المتوسط 50 دولاراً في 2026. كما توقعت بلوغ إنتاج الولايات المتحدة 13.41 مليون برميل يومياً قبل أن يبدأ بالتراجع.
تأثيرات مباشرة على الداخل:
الانخفاض العالمي قد يمنح اللبنانيين متنفساً إضافياً، لكن ارتباط السوق المحلي بسعر صرف الليرة مقابل الدولار يجعل انعكاس الأسعار الخارجية رهناً بالاستقرار النقدي. أي تذبذب في سعر الصرف قد يمتص الفائدة المتوقعة من تراجع النفط.
كما أن هشاشة الوضع الإقليمي تبقي عنصر المفاجأة قائماً، حيث يمكن لأي تطور أمني واسع أن يعيد الأسعار إلى الارتفاع، وهو ما يضع لبنان أمام معادلة معقدة بين الاستفادة من تراجع النفط عالمياً والمحافظة على استقرار داخلي يسمح بترجمته عملياً في السوق.
