تقرير عبري يكشف محاولات دفع مصر نحو صدام مع إسرائيل.. هل تتجه المنطقة إلى مواجهة غير محسوبة؟

2025.09.29 - 04:55
Facebook Share
طباعة

في دراسة مثيرة للجدل، تناول مركز ديان للدراسات والأبحاث الإسرائيلي بجامعة تل أبيب، التوترات الأخيرة بين القاهرة وتل أبيب، محذرًا من محاولات متعمدة لإثارة صدام محتمل بين الطرفين. الدراسة، التي نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اعتبرت أن تقارير غير مؤكدة عن استعدادات مصر للحرب ضد إسرائيل تستهدف إشاعة الذعر وتشويه العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وتثير قلقًا بالغًا بشأن استقرار المنطقة.


قال الدكتور مايكل ميلستين، رئيس منتدى الدراسات العربية بالمركز، إن وسائل الإعلام الإسرائيلية وبعض منصات التواصل الاجتماعي نشرت مؤخرًا تحذيرات عن "مؤامرة سوداء" من مصر، تتراوح بين انتهاك اتفاقية السلام، وحشد عسكري في سيناء، إلى استعدادات متسارعة لشن حملة على إسرائيل. لكنه أشار إلى أن هذه التحذيرات غالبًا ما تأتي من صحفيين ومحللين تابعين للتيار اليميني المتشدد، وتفتقر إلى مصداقية واضحة أو مصادر رسمية.

وأشار التقرير إلى أن غالبية هذه التحذيرات هي مجرد إعادة تدوير لمعلومات قديمة أو ملفقة، تهدف إلى تشويه صورة مصر، على غرار ما حدث في قضية "قطر جيت"، حيث حاولت قطر تحسين صورتها كوسيط مع الحفاظ على صورة مصر بشكل سلبي. وأوضح ميلستين أن تقارير حول هجوم تدريبي مصري على مفاعل ديمونا أو حشد عسكري غير موثق هي مجرد أخبار كاذبة أو تحريف للحقائق.

وأكد الباحث الإسرائيلي أن أزمة الثقة بين القاهرة وتل أبيب متعمقة، وأن سوء التقدير بين الطرفين يمكن أن يؤدي إلى صدامات غير مقصودة. وأضاف: "إسرائيل تفسر أي استعدادات عسكرية مصرية على أنها تهديد مباشر، مما يزيد من حالة التأهب ويخلق ديناميكية خطيرة قد تؤدي إلى احتكاكات أمنية، رغم توقيع اتفاقيات اقتصادية ضخمة مثل صفقة الغاز الأخيرة".

وتطرق التقرير إلى المخاوف المصرية من محاولات إسرائيل "حل مشكلة غزة على حسابها"، من خلال اقتراحات لإقامة دولة فلسطينية في سيناء أو تجميع السكان جنوب قطاع غزة، معتبرة القاهرة هذه التحركات تهديدًا لاستقرارها الوطني. وأشار ميلستين إلى أن تهريب الأسلحة من سيناء إلى غزة أو الأراضي الإسرائيلية، وإن كان محدودًا، يمكن أن يزيد من التوترات إذا لم يرافقه تنسيق وثيق بين البلدين، مع ضرورة إشراك واشنطن كراعٍ لاتفاقية السلام.

وشدد التقرير على أن الانتقال من الرضا عن النفس والاستقرار إلى استعراض القوة في سياسات إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة، قد يؤدي إلى مواجهة غير ضرورية، إذا لم يتم احتواء التوتر بدبلوماسية واضحة ورسائل تصالحية، بدلًا من التهديدات التي قد تثير ردود فعل متصاعدة من مصر.

 


تقرير مركز ديان يعكس رؤية إسرائيلية مفادها أن هناك جهات داخل الدولة وخارجها تعمل على تهيئة الرأي العام لدفع مصر نحو صدام محتمل، مستغلة حالة عدم اليقين وانعدام الثقة المتبادلة. ويؤكد أن أي سوء تقدير أو استغلال للمعلومات المضللة قد يؤدي إلى تدهور العلاقات التاريخية، ويضع المنطقة أمام خطر مواجهة لا مبرر لها.

ويطرح التقرير تساؤلات مهمة حول دور الإعلام والتحليلات غير الموثوقة في صناعة السياسات، وحاجة إسرائيل ومصر إلى تعزيز قنوات التنسيق والشفافية لمنع أي تصعيد غير محسوب، خصوصًا في ظل الأوضاع الأمنية المتفجرة في غزة وسيناء.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 8