لبنان: زيارة عون إلى نيويورك والرهانات الدولية

2025.09.29 - 03:59
Facebook Share
طباعة

زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى الأمم المتحدة في نيويورك تمثل محطة مهمة على المستوى الرمزي والسياسي، إذ كانت المرة الأولى التي يزور فيها الأراضي الأميركية كرئيس للبنان، وكذلك أول ظهور رسمي له في الجمعية العامة للأمم المتحدة كرئيس للدولة، تأتي هذه الزيارة في ظل ظروف دقيقة تحكم العلاقات اللبنانية الدولية والسياسات الداخلية، وتطرح تساؤلات حول أثرها على المسار اللبناني الجديد وعلاقات لبنان مع الولايات المتحدة والدول الشقيقة.

السياسة الخارجية وكلمة الرئيس:

الزيارة لم تسجل تقدمًا كبيرًا على صعيد الدعم السياسي الأميركي، رغم كثرة اللقاءات مع أعضاء الكونغرس ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، والتي قدمت نوعاً من الدعم المعنوي، بينما المساعدات للجيش اللبناني سلكت طريقها نحو التنفيذ بدون عقبات، موقف الولايات المتحدة بقي ثابتًا، مع تمسكها بضرورة البحث عن حل توافقي بين لبنان وإسرائيل دون وساطة مباشرة، ما يجعل التوقعات بالضغط الأميركي على إسرائيل محدودة.

قسمت كلمة الرئيس عون في الأمم المتحدة بين خطاب شعوري وروحاني وبين التعبير عن مطالب لبنان من دعم دولي للردع والإعمار والاستثمار، لم يتطرق إلى خطط الجيش لسحب السلاح، وأكد على عدم استخدام القوة لحصر السلاح بيد الدولة، وهو موقف أساسي أعلن من الأراضي الأميركية. الخطاب تضمن إشارات إلى تعزيز التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، وطلب الدعم للاستثمارات ومشاريع التنمية، ما يعطي بعدًا استراتيجيًا للزيارة.

لقاء الجالية وغياب لقاء ترامب:

لقاء الرئيس مع الجالية اللبنانية في نيويورك أتاح فرصة لطمأنة المغتربين، بما في ذلك القضايا الانتخابية ومشاركة اللبنانيين في الخارج، هذا النوع من اللقاءات يساعد على تعزيز الثقة بين المغتربين والدولة، رغم أن تنفيذ هذه التطلعات يواجه تحديات مرتبطة بالواقع السياسي اللبناني الداخلي.

لم يلتقِ الرئيس عون بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفق وسائل إعلام لبنانية، بسبب تأخر كلمته في الجمعية العامة وعدم ملاءمة التوقيت لحفل الاستقبال، وليس نتيجة لمقاطعة سياسية، برنامج لقاءات الرئيس مع الكونغرس والفاعليات الأميركية استمر وفق الجدول المكثف، وشمل لقاءات مع عدد من أعضاء الحزب الجمهوري والفاعليات الأميركية الأخرى.

الزيارة لم تحقق تقدمًا سياسيًا أو اقتصاديًا ملموسًا، لكنها وفرت منصة للتواصل مع المجتمع الدولي والجالية اللبنانية. الرمزية المرافقة للزيارة قد تدعم العلاقات الدبلوماسية، بينما الأثر العملي يظل محدودًا في ظل ثوابت السياسة الأميركية تجاه لبنان وإسرائيل والإطار السياسي الداخلي اللبناني. الزيارة أيضًا توضح أهمية حضور لبنان الفاعل في الساحة الدولية، مع الحفاظ على مصلحة الدولة ومواطنيها. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 5