جدل حول مظاهرة سورية تنتقد موقف مصر

2025.09.29 - 11:07
Facebook Share
طباعة

 شهدت العاصمة السورية دمشق مظاهرة قرب الجامع الأموي، شارك فيها عدد من السوريين، وردّدوا هتافات تنتقد موقف الحكومة المصرية من الحرب على قطاع غزة. وقد أثارت هذه التظاهرة ردود فعل واسعة، خصوصًا من إعلاميين محسوبين على السلطات المصرية، الذين اعتبروا ما حدث استفزازًا وتهديدًا للأمن القومي.


الإعلام المصري يعلق على المظاهرات
علق الإعلامي أحمد موسى خلال تقديم برنامجه على قناة "صدى البلد"، معتبرًا أن هذه المظاهرات "تم ترتيبها ضد مصر"، وأن من يسيء لمصر فهو عدوه، بحسب قوله. وأوضح أن المشهد في دمشق كان عبثيًا، وأنه لم يكن موجّهًا ضد الاحتلال الإسرائيلي، بل استهدف الدولة المصرية مباشرة، مشددًا على ضرورة تحرك الحكومة المصرية تجاه ملف اللاجئين السوريين، الذي اعتبره خطرًا محتملًا على الأمن القومي.


وأشار موسى إلى أن خروج هذه المظاهرات من سوريا أثار التساؤل حول موافقة السلطات السورية على إقامتها، متسائلًا عن الدوافع الحقيقية وراءها، ومشيرًا إلى أن مصر استقبلت السوريين منذ عام 2011 بمبادرات ترحيبية، وأن هذه المظاهرات لم تكن ردًا على دعم مصر للسوريين، بل هجومًا على الدولة المصرية.


حملات توقيعات ضد اللاجئين
على مواقع التواصل الاجتماعي، تصدر وسم "ترحيل اللاجئين مطلب شعبي" قائمة الوسوم الأعلى تداولًا في مصر. ودشنت حسابات محسوبة على الحكومة المصرية حملة توقيعات تطالب بطرد اللاجئين السوريين من البلاد، معتبرة تواجدهم "تهديدًا مباشرًا للأمن القومي".


وجاء في بيان الحملة أن تواجد اللاجئين يحمل تداعيات خطيرة على النسيج الاجتماعي والموارد الوطنية والسلم الأهلي، وأن الحكومة مطالبة بوقف أي دعم أو تسهيلات تمنح لهم، وتنظيم عودتهم إلى أوطانهم الأصلية، وتعديل السياسات التي سمحت بهذا التواجد غير المنضبط.


تصريحات إعلاميين آخرين حول التظاهرات
أعرب الإعلامي مصطفى بكري عن استيائه من المظاهرات، واعتبر أن المشاركين كان عليهم التعبير عن اعتراضهم على قضايا سوريا الداخلية مثل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي أو تدمير القدرات العسكرية للجيش السوري، بدل مهاجمة مصر. وأضاف في تغريدة أن هذه المظاهرة "تمت بتحريض من أصحاب القرار وحكام سوريا"، معتبرًا أن التظاهر ضد مصر أمر مرفوض.


كما علّقت الإعلامية لميس الحديدي على المظاهرات عبر برنامجها التلفزيوني، معتبرة أن مشهد التظاهرات أزعجها، مشيرة إلى ازدواجية المعايير التي تنطوي عليها. وقالت إن الهجوم على مصر في الوقت الذي يُتظاهر فيه ضد إسرائيل واحتلال الأراضي السورية أمر متناقض، وأن توجيه النقد نحو مصر بدلًا من التركيز على القضايا الداخلية السورية يعكس تشتيت الانتباه عن الأولويات الوطنية.


المظاهرة تعكس آراء المشاركين فقط

وأكدت مصادر متابعة أن المظاهرة التي جرت قرب الجامع الأموي في دمشق لا تعبر عن موقف أو رأي الشعب السوري ككل، بل تعكس وجهات نظر ومواقف الأفراد المشاركين فيها فقط. وأشارت المصادر إلى أن غالبية السوريين في الداخل والخارج لديهم مواقف متنوعة تجاه الأحداث السياسية، وأن مشاركة بعض الأشخاص في هذه المظاهرة لا يعني تمثيلها لكل المجتمع السوري أو اتخاذها موقفًا رسميًا تجاه مصر أو أي قضية أخرى.


أعداد اللاجئين السوريين في مصر
وفق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ارتفع عدد السوريين المسجلين لديها في مصر من نحو 12,800 شخص نهاية عام 2012 إلى أكثر من 153 ألف شخص نهاية عام 2023. وتقدّر المنظمة الدولية للهجرة أن عدد السوريين المقيمين في مصر يبلغ نحو مليون ونصف المليون شخص، مما يجعل ملف اللاجئين السوريين في مصر قضية كبيرة ومعقدة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية.

انعكاسات المظاهرات وردود الفعل
تُظهر هذه المظاهرات التباين الكبير في وجهات النظر بين السوريين المقيمين في الخارج، والإعلاميين المصريين، حيث يعتبر البعض أن حرية التعبير تتعارض مع حساسية الأمن القومي، فيما يرى آخرون أن التعبير عن مواقف سياسية من شأنه أن يعكس واقع المشاعر والضغوط الاجتماعية، ويطرح تساؤلات حول الدور المستقبلي للسلطات المصرية والسورية في إدارة ملفات اللاجئين والسياسات العامة تجاههم.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 5