حلب: استنفار أمني وحظر تجوال في النيرب.. ما القصة؟

سامر الخطيب

2025.09.29 - 10:44
Facebook Share
طباعة

 شهدت منطقة النيرب جنوب شرقي حلب سلسلة من الأحداث التي أثارت قلق الأهالي، ودفعت الجهات الأمنية إلى نشر أرتالها وانتشار واسع في القرية والمخيم المجاور، مع فرض حظر للتجوال. البداية كانت بمقتل شاب من المخيم خلال عملية توقيف نفذها عناصر الأمن الداخلي، وهو حدث أثار غضبًا واسعًا بين سكان المنطقة.


وفق ما رصده الأهالي، حاول الشاب الهروب من عناصر الأمن أثناء محاولة توقيفه، فلم يمتثل لأوامرهم، ما دفع العناصر إلى إطلاق النار عليه عدة مرات، فأصابته رصاصة في الرأس أسفرت عن مقتله على الفور. هذا الحادث أثار موجة من الغضب في المخيم، حيث تجمع عدد من السكان لتشييع الجثمان.


خلال التشييع، شهد المخيم مظاهرة تضمنت هتافات مسيئة تجاه الحكومة السورية، والجيش الحر، والثورة السورية، وهو ما أدى إلى انقسام بين السكان؛ إذ استنكر عدد من الأهالي هذه الشعارات واعتبروا أنها لا تعكس موقفهم ولا تمثلهم، بينما شارك آخرون فيها كنوع من التعبير عن الغضب والاستياء من مقتل الشاب.


مع تصاعد التوترات بعد المظاهرة، وقع حادث جديد داخل المخيم، حيث تعرض عنصران من الأمن العام للاعتداء من قبل مجهولين باستخدام السكاكين، ما أسفر عن إصابتهما. هذا الاعتداء دفع القوات الأمنية إلى التدخل بشكل فوري، إذ دخلت مدرعات وعدد من عناصر الجيش والأمن إلى المخيم، وانتشرت الدوريات الأمنية وأرتال وزارة الدفاع في محيط المنطقة لضبط الوضع ومنع أي تصعيد إضافي.


على خلفية هذه الأحداث، فرضت الجهات الأمنية حظرًا للتجوال في القرية والمخيم، وطُلب من الأهالي الالتزام بمنازلهم والتعاون مع السلطات لتسهيل عمليات القبض على المتورطين في الاعتداءات. كما قامت القوات الأمنية بحملة مكثفة ضد مجموعات مشتبه بها، بينها تجار مخدرات يشتبه بارتباطهم بالنظام السابق، في محاولة للسيطرة على الوضع وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.


أدت هذه الأحداث إلى حالة من الاضطراب والخوف بين السكان، حيث أغلقت بعض المحال التجارية أبوابها والتزم الأهالي بمنازلهم لساعات طويلة، في ظل انتشار أمني كثيف وتوتر مستمر. القرية والمخيم، اللذان يسكنهما السوريون والفلسطينيون، سبق وأن كانا معقلًا لـ”لواء القدس”، الرديف السابق لجيش النظام السوري قبل حله، مما يزيد من التعقيدات الاجتماعية والأمنية في المنطقة.


مع استمرار الاستنفار، يظل مستقبل الأوضاع في النيرب مرتبطًا بسرعة ضبط العناصر المتورطة في الحوادث الأخيرة، وقدرة القوى الأمنية على إدارة الوضع دون تصعيد، بينما يراقب الأهالي الأحداث بقلق بالغ، خشية أن تتوسع المواجهات أو تتكرر الاعتداءات، مما يزيد من التوتر الاجتماعي والأمني في المنطقة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 7