حادثة اختطاف جديدة تهزّ أوساط السويداء

2025.09.29 - 09:48
Facebook Share
طباعة

 شهدت محافظة السويداء، يوم الأحد، توتراً جديداً عقب اختطاف وتعذيب أحد القياديين البارزين في حركة "رجال الكرامة"، على يد مجموعة مسلّحة يقودها سليم حميد، المعروف بزعيم ما يُسمى "قوات الفهد".

فقد أقدمت مجموعة تابعة لحميد على اختطاف الشاب رأفت أبو أحمد، القيادي في الحركة، قبل أن تُجبر على الإفراج عنه تحت ضغط شعبي واسع، حيث نُقل فوراً إلى المستشفى نتيجة إصاباته البالغة جراء تعذيبٍ شديد تعرّض له أثناء فترة احتجازه.

يُعدّ أبو أحمد من الشخصيات النشطة في "رجال الكرامة"، وقد اكتسب مكانة بارزة بعد مشاركته في الهجوم على مقرات سليم حميد في صيف 2022، خلال حملة موسّعة شنّتها الحركة ضد العصابات المرتبطة بالمخابرات العسكرية. يومها، استهدفت العملية تفكيك مجموعات مسلّحة متورطة بعمليات خطف وابتزاز، وأدّت إلى تراجع نفوذ عدد من القادة المحليين، بينهم حميد وراجي فلحوط.

أما سليم حميد، الذي عاد اسمه إلى الواجهة مجدداً، فيُعرف كقائد لمجموعة "قوات الفهد"، التي تشكّلت عام 2014 باسم "بيرق الفهد" كجزء من حركة رجال الكرامة. وبعد اغتيال مؤسس الحركة الشيخ وحيد البلعوس، تولى مهران عبيد قيادة المجموعة، لكنه اغتيل لاحقاً في ظروف غامضة، ليخلفه حميد ويحوّل اسمها إلى "قوات الفهد".

في عام 2018، استقبل حميد وفداً روسياً في منزله وعقد اجتماعاً بهدف ضمّه إلى الفيلق الخامس المدعوم روسياً، ما عزّز موقعه محلياً. غير أنّ تحالفاته اللاحقة، وخاصة مع راجي فلحوط –قائد فصيل "قوات الفجر"– ورئيس المخابرات العسكرية حينها كفاح ملحم، جعلته عرضةً لغضب الأهالي والفصائل المعارضة له. ومع اندلاع انتفاضة شعبية في تموز 2022 ضد فلحوط، قادت "رجال الكرامة" هجوماً موسعاً أزال نفوذه من السويداء، وأسقط معه مقرات سليم حميد الذي اتُّهم بالتعاون مع شبكات الخطف. وقد اضطر حميد حينها لمغادرة المحافظة، قبل أن يعود إليها عام 2024.

منذ عودته، تتحدث مصادر محلية عن سعيه لتصفية حسابات قديمة مع خصومه، عبر سلسلة من عمليات الخطف والاعتقال. ويعتبر اختطاف رأفت أبو أحمد أحدث حلقات هذا المسار الانتقامي، الذي يثير قلقاً واسعاً داخل المجتمع المحلي.

الناشطون في السويداء يشيرون إلى أنّ معظم هذه العمليات ظلّت طيّ الكتمان، لكن بعضها تسرب إلى العلن، مثل حادثة اعتقال هشام أبو فخر، أحد عناصر الفصيل الذي يقوده الشيخ ليث البلعوس، بعد أن اختطفته مجموعة محسوبة على الشيخ حكمت الهجري، بذريعة تعامله مع جهاز الأمن العام.

ويحذر مراقبون من أنّ تكرار مثل هذه الحوادث قد يمهّد الطريق لانفجار صراع داخلي واسع بين الفصائل، في ظل الانقسامات الحادة بين القوى المحلية، سواء تلك الموالية للهجري أو القريبة من رجال الكرامة، أو المجموعات ذات الارتباطات الأمنية. ومع تراكم الملفات العالقة، وعدم وجود مظلة جامعة تضبط التوترات، تبدو المحافظة مهددة بالانزلاق نحو مواجهات داخلية دامية.

حادثة اختطاف أبو أحمد جاءت أيضاً في توقيت بالغ الحساسية، إذ تتزامن مع ارتفاع مستوى التوتر الطائفي والقبلي في السويداء، عقب اشتباكات مسلّحة دامية بين فصائل درزية ومجموعات من عشائر البدو. هذه المواجهات أوقعت قتلى وجرحى من الطرفين، وسط انسحاب جزئي للقوات الحكومية .

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 9