واشنطن تضغط وتل أبيب تناور: هل تسقط خطة ترامب قبل أن تولد؟

دولة فلسطينية مشروطة أم حرب بلا نهاية؟

2025.09.29 - 07:58
Facebook Share
طباعة

بينما يروّج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمسودة خطته الجديدة لوقف الحرب في غزة، تكشف الوقائع عن خلافات عميقة تقوّض فرص نجاحها. فحركة حماس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدوان على طرفي نقيض، ليس فقط بشأن تفاصيل تقنية، بل حول جوهر الرؤية الأمريكية لمستقبل القطاع والدولة الفلسطينية.

أبرز بنود الخطة

تضم المسودة 21 بندًا، تجمع بين التهدئة الميدانية، وإعادة الإعمار، وإصلاح السلطة الفلسطينية، ومسار سياسي نحو دولة مستقبلية. ومن أبرزها:

وقف إطلاق النار المرحلي مع ضمانات لحماس، يتحول تدريجيًا إلى اتفاق دائم.

الإفراج عن الأسرى: إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين خلال 48 ساعة، مقابل إفراج إسرائيل عن 250 أسيرًا محكومًا بالمؤبد و1700 معتقل منذ السابع من أكتوبر.

نزع سلاح حماس وإبعادها عن الحكم، مع عفو عام لمن يلتزم "بالتعايش السلمي".

إدارة غزة عبر حكومة بديلة غير تابعة لحماس، تقودها إدارة انتقالية تضم خبراء دوليين، أمريكيين وفلسطينيين.

إصلاح السلطة الفلسطينية وتعزيز الشفافية ومحاربة "التطرف"، مع منحها سلطة تدريجية على القطاع.

إطار دولي لإعادة الإعمار في مجالات الصحة والتعليم والإسكان.

تنسيق أمني دولي بمشاركة دول عربية وإسلامية "معتدلة".

أفق سياسي مشروط نحو دولة فلسطينية، مقابل نجاح الإصلاحات وإعادة الإعمار.

إدخال المساعدات الإنسانية كاملة ودون قيود.

 

وفي مقابلة مع "فوكس نيوز"، رفض نتنياهو صراحة عدة بنود، معتبرًا أن:

نزع سلاح حماس "غامض وغير كافٍ"، وقد يُستخدم ضد المصالح الإسرائيلية.

السماح لأعضاء حماس بالعودة للقطاع بعد الحرب "خط أحمر".

أي ذكر لـ"الطريق نحو الدولة الفلسطينية" بمثابة إقرار بحل الدولتين، وهو ما يرفضه أيديولوجيًا.


كما أصر نتنياهو على فكرة "السيادة الإسرائيلية" على أجزاء من الضفة، رغم تعارضها مع الضغوط الأمريكية والدولية. مصادر دبلوماسية أكدت أن إدراج بند الدولة الفلسطينية جاء بدافع تطبيع محتمل مع السعودية، لكن نتنياهو يراه تهديدًا وجوديًا لسياسته الداخلية.

 

من الجهة المقابلة، ترى حماس أن الخطة تحمل تهديدًا جوهريًا:

نزع السلاح "ظالم" ويقوّض قدرة الفلسطينيين على الدفاع عن أنفسهم.

أي إدارة بديلة تُفرض من الخارج ستكون "مرفوضة تمامًا"، ما لم تحظَ بتوافق وطني.

حماس لا تمانع مبدئيًا استبعادها من الحكومة المؤقتة، لكنها ترفض تشكيلًا حصريًا من السلطة الفلسطينية أو أي "تكنوقراط" غير متفق عليهم.


الحركة تعتبر أن الخطة قد تُواجه مقاومة سياسية وشعبية، لأنها تُفصل بين إعادة الإعمار وبين حق الفلسطينيين في المقاومة والسيادة.

 

ترامب أعلن عبر "تروث سوشيال" أن هناك "فرصة تاريخية" لإنجاز غير مسبوق في الشرق الأوسط. ويعوّل على لقاءه المرتقب مع نتنياهو في البيت الأبيض لطرح تفاصيل الخطة. لكن التسريبات تشير إلى أن واشنطن تستعد لممارسة ضغوط قاسية على إسرائيل لقبول الحد الأدنى من التنازلات، خصوصًا في ما يتعلق بالدولة الفلسطينية ودور السلطة.

ثلاثة مصادر حضرت اجتماع ترامب مع زعماء عرب ومسلمين أكدت أن الرئيس الأمريكي حذر من أن استمرار الحرب "يفاقم عزلة إسرائيل دوليًا"، في إشارة إلى إدراكه لتكلفة إطالة أمد الحرب على شرعية إسرائيل وعلاقاتها مع العواصم الكبرى.

 

خطة ترامب تبدو شاملة على الورق، لكنها تواجه عقبتين أساسيتين: رفض نتنياهو لأي مسار نحو الدولة الفلسطينية، وتمسك حماس بسلاحها وحقها في المقاومة. وبين هذين الموقفين، تبدو فرص تحويل المبادرة إلى اتفاق فعلي محدودة للغاية.
وبينما يسعى ترامب لإعادة تسويق نفسه كصانع سلام عالمي، تظل غزة ساحة اختبار قاسية تكشف الفجوة العميقة بين الطموحات الأمريكية والواقع الميداني والسياسي على الأرض.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 4