ترامب يسوّق لـ"خطة غزة".. بين الوعود بالسيادة الفلسطينية والفجوات مع نتنياهو

2025.09.29 - 07:50
Facebook Share
طباعة

أعاد نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، طرح ملامح الرؤية الجديدة للرئيس دونالد ترامب بشأن غزة والضفة الغربية، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية تسعى لوضع الأراضي الفلسطينية تحت سيطرة "الناس الذين يعيشون هناك"، في تصريح أثار تساؤلات حول جدية الخطة، وآفاقها على ضوء الانقسامات بين واشنطن وتل أبيب.

في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، شدد فانس على أن ترامب يريد أن تكون غزة والضفة الغربية خاضعة لسيطرة سكانها المحليين، مع التأكيد على "تفكيك الشبكات الإرهابية المحيطة بإسرائيل". ويأتي هذا الطرح بالتوازي مع تلميحات ترامب باقتراب "اختراق كبير" في مسار أزمة الشرق الأوسط، وسط استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، واستعداد نتنياهو للقاء ترامب في البيت الأبيض.

الاجتماع المرتقب بين الجانبين يأتي في ظل خلافات متنامية، حيث كشفت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11" أن هناك "فجوات كبيرة" بين إدارة ترامب والحكومة الإسرائيلية بشأن خطة إنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن. ووفق مصادر مرافقة لنتنياهو، فإن تغييرات جوهرية مطلوبة قبل أن يرى الاتفاق النور.

كما نقلت صحيفة "هآرتس" عن مقرب من نتنياهو قوله إن رفض الأخير لأي دور للسلطة الفلسطينية في غزة سيكون على طاولة النقاش مع ترامب، ما يعكس استمرار التباين بين واشنطن وتل أبيب حول هوية "البديل الفلسطيني" القابل للإدارة.

على هامش هذه الخلافات، التقى نتنياهو في نيويورك كلًا من المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر، في محاولة لرأب الصدع بين الجانبين، غير أن المؤشرات توحي بأن واشنطن تريد الدفع بمسار جديد يتجاوز الرؤية الإسرائيلية التقليدية التي ترفض أي سيادة فلسطينية حقيقية.

تطرح تصريحات فانس وما سبقها من تلميحات ترامب تساؤلات جوهرية: هل يسعى الرئيس الأمريكي لفتح صفحة سياسية جديدة تضع غزة والضفة في مسار مغاير، أم أن الأمر لا يتعدى محاولة سياسية لإعادة إنتاج مشروع "صفقة القرن" بصيغة معدلة؟ وبينما تستعد واشنطن وتل أبيب لجولة تفاوضية جديدة، يبدو أن الفجوات العميقة بين الطرفين ستبقى العائق الأكبر أمام أي "اختراق تاريخي" طال انتظاره. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 4