إسرائيل تستهدف المسيحيين الفلسطينيين… دمار وتراجع تاريخي

2025.09.28 - 11:42
Facebook Share
طباعة

ترى اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين أن السياسات الإسرائيلية المتواصلة دمرت الوجود المسيحي في فلسطين، ليس فقط عبر القصف المباشر للكنائس والمؤسسات، بل أيضًا من خلال التطهير العرقي والتهجير القسري ومصادرة الأراضي.
مزاعم نتنياهو بأن إسرائيل تحمي المسيحيين في الشرق الأوسط، وفق اللجنة، تتنافى مع الواقع الصارخ على الأرض.

تراجع الوجود المسيحي بفعل سياسات الاحتلال:

تشير بيانات اللجنة إلى أن المسيحيين الفلسطينيين شكلوا 12.5% من سكان فلسطين التاريخية قبل النكبة عام 1948، بينما انخفضت نسبتهم اليوم إلى 1.2% فقط، و1% في الأراضي المحتلة عام 1967. هذا التراجع الديمغرافي يوضح أن الإجراءات الإسرائيلية، سواء التاريخية أو المعاصرة، تهدف إلى تقليص أي حضور مسيحي يمكن أن يعزز التوازن السكاني في فلسطين.

ويضيف البيان أن الأحداث التاريخية لم تكن منفصلة عن السياسات الحالية: تهجير 90 ألف مسيحي خلال النكبة، قتل عشرات المدنيين في القدس وقرى فلسطينية، وإغلاق نحو 30 كنيسة، كلها خطوات مهدت لسلسلة مستمرة من الانتهاكات بحق المسيحيين، مما يعكس نهجًا ممنهجًا للاستحواذ والسيطرة.

القصف الإسرائيلي للكنائس ومؤسساتها:

في قطاع غزة، دمرت إسرائيل كنيسة القديس برفيريوس وكنيسة العائلة المقدسة، إلى جانب المستشفى المعمداني والمراكز الثقافية والاجتماعية، ما شكل جزءًا من حملة ممنهجة لاستهداف المدنيين المسيحيين. كما اضطر العديد من المسيحيين للاختباء داخل الكنائس التي لم تسلم من القصف، ما يوضح عدم وجود أي حماية فعلية من الجيش الإسرائيلي.

المعاناة الإنسانية المستمرة:

منذ بداية العدوان على غزة، استشهد 44 مسيحيًا فلسطينيًا بشكل مباشر أو غير مباشر نتيجة نقص الغذاء والدواء وتدهور الأوضاع الإنسانية. هذه الأرقام تؤكد أن القصف الإسرائيلي لا يفرق بين المدنيين المسيحيين والمسلمين، وأن الانتهاكات تشمل كافة الجوانب الحياتية.

تقييم سياسي واستراتيجي:

تحليل اللجنة يشير إلى أن مزاعم إسرائيل بحماية المسيحيين لا تستند إلى أي واقع ميداني، وانما هي جزء من دعاية سياسية تهدف إلى تحسين صورتها أمام المجتمع الدولي. الواقع على الأرض، مع استمرار القصف والتهجير، يظهر أن إسرائيل تعمل على تصفية الوجود المسيحي وإضعاف أي رواية فلسطينية مستقلة أو مؤثرة داخل فلسطين التاريخية.

السياسات الإسرائيلية تجاه المسيحيين الفلسطينيين هي استمرار للإبادة الجماعية ونظام الفصل العنصري، ولم تتوقف منذ النكبة عام 1948.
القصف المباشر للكنائس، مصادرة الأراضي، والتهجير القسري، كلها أدوات لتعزيز السيطرة الإسرائيلية وتقليص الوجود الفلسطيني المسيحي. أي تقييم للوضع يجب أن يأخذ هذه الحقائق بعين الاعتبار بعيدًا عن الدعاية الرسمية الإسرائيلية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 3