خلفيات تهديدات تل أبيب للعراق واستراتيجية الرد الفصائلي

2025.09.28 - 08:37
Facebook Share
طباعة

تشهد الساحة العراقية حالة من التوتر الإقليمي المتصاعد بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تضمنت تهديدات للفصائل العراقية، وهو ما دفع بغداد لتأكيد موقفها الثابت في حماية سيادتها وأمن أراضيها، العراق اليوم يقف على مفترق طرق دقيق، حيث يسعى إلى الحفاظ على توازن داخلي حاسم بين الردع العسكري واستراتيجيات ضبط النفس التي تعتمدها الفصائل المسلحة، في وقت يتزايد فيه الضغط الإقليمي والدولي على الدولة.

رفض التهديدات الإسرائيلية:

أعلنت وزارة الخارجية العراقية وهيئة الحشد الشعبي رفضهما التهديدات الإسرائيلية، مؤكدة أن أي استهداف لعراقي يمثل خرقًا للسيادة الوطنية. وأكدت الدولة أنها لن تسمح بتحويل أراضيها إلى ساحة لتصفية الحسابات أو تهديد أمن المنطقة.

توجه الفصائل بعدم التصعيد:

اتجهت غالبية الفصائل المسلحة نحو سياسة ضبط النفس، مع اعتماد إجراءات احترازية لتجنب أي هجوم محتمل، هذه السياسة مبنية على حسابات دقيقة للمعادلة العسكرية والقدرة على الصمود أمام أي ضربة محتملة، وتهدف إلى حماية القدرات العسكرية وتقليل الخسائر البشرية والمادية مع الحفاظ على التوازن بين الردع والامتناع عن التصعيد المباشر.

موقف الحشد الشعبي والدفاع عن العراق:

شدد رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض على أن العراق يمتلك وسائل دفاعية كفيلة برد أي عدوان، والالتزام بالدفاع عن البلاد واجب أولاً، موضحاً العراق لن يخضع لأي تهديد خارجي، وأن لديه حلفاء لدعمه في مواجهة أي اعتداء، ما يعكس قدرة الدولة على التحالف والتنسيق الإقليمي والدولي في حال حدوث أي تطورات أمنية تهدد سيادته.

تقييم الفصائل للتهديدات:

وصف المتحدث باسم حركة النجباء خطاب نتنياهو بأنه تهديد فارغ، واعتبره محاولة للهروب من الواقع الداخلي الصعب في إسرائيل والعزلة التي تواجهها على المستوى الدولي، الفصائل لا تعطي أهمية لهذه التصريحات، وأن أي مواجهة مباشرة قد تؤدي إلى خسائر فادحة في صفوفها دون أن تغير ميزان القوى على الأرض، ما يوضح وعيها بعواقب التصعيد المباشر والحاجة إلى ضبط النفس الاستراتيجي.

إجراءات احترازية لتجنب الهجمات:

اعتمدت الفصائل سلسلة إجراءات احترازية لحماية قياداتها ومقارها العسكرية، تشمل نقل المقرات الرئيسية، تغيير مواقع القيادة، وتقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية والهواتف الخاصة.
وفضلت بعض الفصائل الابتعاد عن أي مواجهة غير متكافئة قد تهدد بنيتها العسكرية، مايبرز وعيًا استراتيجيًا بأهمية الاستعداد لأي سيناريو مستقبلي دون الانجرار إلى صراع مفتوح.

خلفية الهجمات السابقة:

نفذت الفصائل العراقية الموالية لإيران نحو 120 هجمة صاروخية ضد إسرائيل خلال الصراعات في غزة ولبنان. دفعت هذه الهجمات تل أبيب لتأكيد حقها في الدفاع عن النفس وتحميل الحكومة العراقية مسؤولية أي هجوم.

يعتمد العراق استراتيجية مزدوجة تجمع بين رفض أي تهديد خارجي رسمي وبين سياسة ضبط النفس للفصائل لتفادي أي تصعيد قد يؤدي إلى أضرار كبيرة، تمثل هذه المعادلة اختبارًا دقيقًا لإدارة التوازن بين السيادة الوطنية والأوضاع الإقليمية المعقدة، في ظل الضغوط الإسرائيلية والإقليمية. ويعكس هذا الوضع قدرة العراق على الحفاظ على استقراره الداخلي مع الاستعداد لمواجهة أي تهديدات خارجية، ما يعزز موقعه الاستراتيجي في المنطقة ويتيح له إدارة المخاطر بطريقة مدروسة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 3