الجهود الأمريكية لإنهاء النزاع: تفاصيل المبادئ والخطوات
ترامب يرى فرصة لتحقيق إنجازات تاريخية في الشرق الأوسط، وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، الرئيس الأمريكي، عبر منشور على منصته الاجتماعية "تروث سوشيال"، وصف الوضع بأنه "فرصة حقيقية لأول مرة لتحقيق إنجاز عظيم"، مع تأكيده أن جميع الأطراف على استعداد لمبادرة استثنائية يمكن أن تشكل تحولاً في مسار الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
من المقرر أن يجتمع ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، حيث ستُناقش تفاصيل خطة أمريكية جديدة تتضمن 21 بنداً لإنهاء الحرب المستمرة على غزة منذ أشهر، مصادر إسرائيلية أوضحت أن ترامب سيضغط على نتنياهو لدفع العملية السياسية قُدماً، بينما قد تسعى الحكومة الإسرائيلية لتقديم تعديلات على بعض البنود، التي تُشير إلى تنازلات كبيرة محتملة.
المبادئ الأساسية للخطة تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن، وقف دائم لإطلاق النار، انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من غزة، وضع آليات حكم جديدة تشمل مشاركة جزئية للسلطة الفلسطينية، وتشكيل قوة أمنية تضم جنوداً من دول عربية وإسلامية. كما تشمل الخطة تمويل إعادة إعمار غزة من مصادر عربية.
السيناريوهات المحتملة لهذه الخطة متعددة ومعقدة. أولاً، إذا التزمت إسرائيل بتنفيذ البنود، قد يؤدي ذلك إلى تخفيف حدة القتال وإعادة بناء مؤسسات غزة المدنية، مع إمكانية تعزيز العلاقات الأمريكية-العربية حول الملف الفلسطيني. ثانياً، في حال رفضت إسرائيل بعض البنود أو حاولت تعديلها بما يخالف الخطة، فقد يتفاقم العزلة الدولية للقيادة الإسرائيلية، ويؤدي ذلك إلى توترات إضافية مع المجتمع الدولي والقوى الإقليمية المؤثرة. ثالثاً، يعتمد نجاح الخطة على التزام الأطراف العربية المشاركة، خاصة فيما يتعلق بالتمويل والدور الأمني، وهو عنصر أساسي لضمان استقرار غزة بعد وقف النار.
على الصعيد الداخلي الإسرائيلي، تواجه الحكومة تحدياً موازياً، إذ يُعد الرأي العام والضغط السياسي المستمر من الفصائل المؤيدة لاستعادة الأسرى، عاملاً يؤثر على المفاوضات.
أما بالنسبة لغزة، فإن أي تنفيذ فعلي للخطة قد يفتح نافذة لإعادة الإعمار واستعادة جزء من البنية التحتية والخدمات الأساسية، وهو ما سيشكل خطوة حيوية لتخفيف معاناة السكان بعد أشهر من القصف المستمر.
في المجمل، تمثل خطة ترامب أول محاولة شاملة منذ توليه الرئاسة لإنهاء الصراع في غزة ضمن مقاربة سياسية-عسكرية متعددة الأطراف، ومن شأنها إعادة تشكيل ديناميات القوة في المنطقة، وتحديد مدى قدرة الولايات المتحدة على فرض حلول واقعية وسط تضارب المصالح الإسرائيلية والفلسطينية والعربية.
