في قلب القاهرة، يقف معلم حضاري ارتبط لعقود بذاكرة المصريين الثقافية والاقتصادية، على أعتاب تحوّل جذري. "أرض المعارض" بمدينة نصر، التي طالما استضافت معارض القاهرة الدولية ومناسبات كبرى، باتت مرشحة لتتحول من مركز للأنشطة والمعارض إلى مشروع عقاري ضخم بملامح خليجية.
ونقل موقع "القاهرة 24" عن مصادر مصرية، أن تحالفاً من شركات سعودية وإماراتية دخل في مفاوضات متقدمة مع بنك الاستثمار القومي المصري، لشراء الأرض مقابل أكثر من 700 مليون دولار.
الصفقة المحتملة تشمل نحو 93 فداناً على شارع صلاح سالم، حيث يخطط التحالف لإقامة مجمع تجاري وسكني وإداري يوصف بـ"الأيقوني"، في إطار إعادة هيكلة أصول البنك وتسوية مديونياته المتراكمة. وتشير التوقعات إلى إمكانية إتمامها خلال الأشهر المقبلة، بعد أسابيع من مشاورات رسمية قادها مستشار اقتصادي للتحالف في مصر.
هذه الخطوة ليست مجرد عملية بيع عقار، بل انعكاس لاتجاهين متوازيين:
الحكومة المصرية تحاول تعزيز تدفق الاستثمارات الخليجية – والتي تجاوزت 15 مليار دولار في 2024 – لمواجهة أزماتها الاقتصادية المرتبطة بالديون والتضخم.
المستثمر الخليجي يرى في الموقع فرصة استراتيجية لوضع بصمته في قلب العاصمة المصرية، وتحويل معلم تاريخي إلى مركز تجاري وسكني عصري.
تاريخياً، تعود جذور أرض المعارض إلى أربعينيات القرن الماضي مع أول "معرض صناعي زراعي" في عهد الملك فاروق بمنطقة الجزيرة، قبل انتقالها عام 1980 إلى موقعها الحالي بمدينة نصر. ومنذ ذلك الوقت أصبحت منصة أساسية لاستضافة المعارض الدولية وجذب آلاف الزوار سنوياً.
اليوم، تقف هذه الأرض على مفترق طرق: بين إرثها التاريخي كفضاء عام نابض بالحياة، ومستقبلها كمشروع استثماري يعكس التحولات الاقتصادية والسياسية في مصر وعلاقاتها المتنامية مع رؤوس الأموال الخليجية.