المظاهرات التضامنية مع غزة تحولت إلى موجة ضغط على الحكومات الغربية التي تواصل تسليح إسرائيل رغم اتهامها بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، من بريطانيا إلى ألمانيا وفرنسا وصولاً إلى جنوب أفريقيا، حملت الجماهير شعارات تدين الحكومات قبل الاحتلال، مطالبة بوقف تدفق السلاح الذي يفاقم مأساة المدنيين في القطاع.
ليفربول: مواجهة مباشرة مع حكومة لندن
عشية مؤتمر حزب العمال البريطاني، احتشد آلاف المتظاهرين أمام محطة المدينة المركزية في ليفربول، في رسالة مباشرة إلى الطبقة السياسية. رفعوا الأعلام الفلسطينية ورفضوا تسليح الإبادة، متهمين لندن بالتواطؤ عبر استمرار مبيعات الأسلحة لإسرائيل رغم المجازر الموثقة في غزة.
برلين: "كل العيون على غزة"
العاصمة الألمانية شهدت واحدة من أضخم المسيرات تحت شعار "كل العيون على غزة"، بمشاركة عشرات الآلاف شعارات مثل "تحرير فلسطين" و"أوقفوا المذبحة" عبرت عن رفض سياسة برلين كمزود رئيسي للسلاح لإسرائيل.
أكثر من 50 منظمة، بينها العفو الدولية وحزب اليسار، طالبت بفرض عقوبات أوروبية ووقف صفقات التسليح التي تشارك في جرائم الحرب.
باريس: المطالبة بواجب أخلاقي
خرجت مظاهرات ضخمة في فرنسا تندد بالإبادة الجماعية في غزة، ودعت الحكومة الفرنسية لتحمل مسؤولية أخلاقية عبر وقف دعم إسرائيل وحماية قوافل المساعدات الإنسانية. استمرار الصمت الرسمي الفرنسي يضع باريس في موقع الشريك في العدوان، لا المراقب.
جنوب أفريقيا: ذاكرة مقاومة الفصل العنصري
في كيب تاون، استحضر المتظاهرون مقاومة الأبارتهايد مطالبين بقطع العلاقات التجارية والدبلوماسية مع إسرائيل. الدعوة لفرض عقوبات دولية على غرار ما فُرض على نظام الفصل العنصري تشكل إدانة لتحالفات الغرب التي تغذي استمرار العدوان.
ما يجمع بين ليفربول وبرلين وباريس وكيب تاون، أن الشعوب تطالب بخطوات ملموسة: وقف تسليح إسرائيل، فرض العقوبات، وحماية الفلسطينيين من حرب إبادة تجاوزت حدود الوصف.
هذه التحركات الشعبية تكشف فجوة متزايدة بين إرادة الشارع وخيارات الحكومات، وتوضح استمرار دعم إسرائيل بالسلاح يشكل وصمة سياسية وأخلاقية تهدد شرعية هذه الحكومات نفسها.