مشاركة اليمن في مناورات "النجم الساطع 2025" تحمل أبعاداً استراتيجية تتجاوز مجرد التدريب العسكري، فهي تعكس عودة الدولة اليمنية إلى الساحة الإقليمية والدولية بعد سنوات من الانقطاع والصراع الداخلي. هذا الحدث يرسل رسائل متعددة: تعزيز الأمن البحري، تأكيد التزام اليمن بالاستقرار الإقليمي، واستعادة مكانتها كلاعب فاعل في المبادرات المشتركة، ما يساهم في ترميم الدور السياسي والعسكري الذي فقدته البلاد خلال العقد الماضي.
إعادة اليمن إلى الساحة الدولية:
يعتبر اللواء إسماعيل زحزوح، قائد قوات العمليات الخاصة اليمنية، أن المشاركة في المناورات ليست مجرد اكتساب خبرات عسكرية، بل خطوة رمزية تؤكد قدرة اليمن على الانخراط في جهود الأمن الإقليمي، بعد غياب دام أكثر من عشر سنوات، تمثل العودة نقطة تحول توضح إرادة الحكومة في تعزيز علاقاتها مع الشركاء الإقليميين والدوليين، ولاسيما في مواجهة التحديات الأمنية وحماية الممرات البحرية الحيوية.
تعزيز القدرات العسكرية والتقنية:
توفر المناورات فرصة للقوات اليمنية لاكتساب خبرات متقدمة في مجالات القيادة، التكتيكات، الدفاع السيبراني، الاستخبارات، الاتصالات، واستخدام الأنظمة غير المأهولة. التعاون مع القوات الأمريكية يتيح الاستفادة من تقنيات حديثة وخبرات واسعة، ما يرفع كفاءة العمليات العسكرية ويؤهل اليمن للتعامل مع تهديدات الأمن البحري والبرّي بشكل أفضل.
رسالة سياسية وأمنية واضحة:
مشاركة اليمن في هذه المناورات تحمل بعدًا سياسيًا واضحًا، إذ تُظهر قدرة الدولة على الانخراط في المبادرات الإقليمية والدولية، وتأكيد الالتزام بحماية الطرق البحرية والتجارة العالمية. كما تبعث رسالة للشعب اليمني مفادها أن الدولة تعمل بجدية على مواجهة التهديدات الداخلية وتعزيز الاستقرار، وتقليص نفوذ الجماعات المسلحة في البلاد.
الشراكة الاستراتيجية والاستقرار الإقليمي:
اختتم اللواء زحزوح تصريحاته بالتأكيد على أهمية تعزيز الشراكة مع مصر والقيادة المركزية الأمريكية، موضحًا أن التعاون المشترك يمثل صمام أمان لضمان استقرار المنطقة والملاحة البحرية، بما ينعكس إيجابًا على الأمن الاقتصادي والسياسي لليمن والمنطقة بشكل عام.