في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، وجّه الرئيس اللبناني جوزيف عون رسالة دعا فيها إلى جعل هذه المناسبة الأليمة محطة للتلاقي الوطني، مؤكداً أن خلاص لبنان لا يتحقق إلا من خلال الإيمان بمشروع الدولة الواحدة والجيش الواحد.
وجاء في بيان نشرته رئاسة الجمهورية عبر منصة "إكس": "الرئيس جوزيف عون في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد السيدين نصرالله وصفي الدين: الوفاء للتضحيات لا يكون إلا بوحدة الموقف والتفاف الجميع حول مشروع الدولة الواحدة القوية العادلة." وأضاف البيان أن هذه الذكرى يجب أن تكون مناسبة لترسيخ الإيمان بالدولة ومؤسساتها الدستورية، باعتبارها الحصن الوحيد لحماية السيادة وصون كرامة اللبنانيين.
ويُحيي "حزب الله" اليوم السبت الذكرى الأولى لاغتيال نصر الله في غارات إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر 2024. وجاءت تلك العملية في إطار ما سمّاه الحزب حينها "معركة إسناد غزة"، بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في أعقاب هجوم 7 أكتوبر 2023.
ووفق ما تم الكشف عنه لاحقاً، نفذت العملية عشر طائرات إسرائيلية من طراز F-15I وF-16I، ألقت خلالها 83 قنبلة ضخمة يزن الواحد منها طناً. القنابل من نوع BLU-109 الأميركية الصنع، كانت مزودة بأنظمة توجيه دقيقة إلى الهدف عبر مزيج من الإحداثيات التقليدية ونظام GPS، واستهدفت المخبأ المحصن الذي كان يتواجد فيه نصر الله وعدد من قيادات الحزب.
اغتيال نصر الله اعتُبر أكبر عملية عسكرية إسرائيلية موجهة ضد الحزب منذ حرب يوليو 2006، وأدى إلى تحولات كبرى في المشهد السياسي والأمني اللبناني، إذ دخل لبنان في مرحلة جديدة من الانقسام الداخلي حول موقع "حزب الله" ودوره في الصراع مع إسرائيل، مقابل دعوات متصاعدة لتعزيز سلطة الدولة ومؤسساتها العسكرية.
اغتيال نصر الله ترافق مع حرب إسرائيلية واسعة ضد "حزب الله" تحت عنوان مواجهة "إسناد غزة". ومنذ ذلك الحين، يتواصل الجدل في لبنان حول مستقبل العلاقة بين الدولة والحزب، في ظل ظروف إقليمية شديدة التعقيد وضغوط دولية متزايدة على بيروت.