خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة، ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرتدياً دبوساً كبيراً على ياقة سترته يحمل رمز استجابة سريعة "QR code" وقد طلب من الحاضرين مسح الرمز عبر هواتفهم الذكية للوصول إلى موقع إلكتروني يدّعي توثيق أحداث هجمات السابع من أكتوبر 2023، مع اتهام حركة حماس بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية".
الرمز الإلكتروني ودوافع نتنياهو:
أكد مكتب نتنياهو أن الرابط يحيل إلى موقع مليء بالصور ومقاطع الفيديو حول الهجمات، محذراً من أن المحتوى يتضمن مشاهد حساسة.
ويبدو أن الهدف من هذه الخطوة هو تعزيز الرواية الإسرائيلية حول الهجمات الأخيرة وتبرير الإجراءات العسكرية في غزة، رغم أن العدوان الإسرائيلي تسبب بمقتل نحو 65 ألف فلسطيني وفق السلطات الصحية في القطاع، إضافة إلى تشريد ملايين المدنيين.
ردود فعل المحتجين:
تجمع محتجون فلسطينيون وأجانب في ميدان "تايمز سكوير" قبل التوجه إلى مقر الأمم المتحدة، حاملين لافتات كتب عليها "حرروا فلسطين" و"أوقفوا تجويع غزة"، وهتفوا ضد نتنياهو، متهمينه بالإبادة الجماعية.
وأظهرت الصور والفيديوهات حالة الغضب العارم تجاه الهجوم الإسرائيلي الذي وصفه خبراء حقوق الإنسان بأنه إبادة جماعية، في حين تنفي إسرائيل هذه التهم وتصف أفعالها بأنها دفاع عن النفس.
تداعيات على المشهد الدولي:
خطاب نتنياهو لم يقتصر على الترويج لروايته عن هجمات أكتوبر، بل تضمن أيضاً انتقادات للدول الغربية التي أعلنت مؤخراً اعترافها بدولة فلسطين، مما يعكس استمرار العزلة السياسية لإسرائيل على مستوى عالمي في مواجهة الممارسات ضد المدنيين الفلسطينيين. وقد أثار استخدام رمز QR تساؤلات حول أساليب التحايل الإعلامي والضغط النفسي، حيث يربط الهجمات السابقة بمحاولة تبرير سياسة الاحتلال المستمرة والعدوان على غزة.
خطوة نتنياهو تمثل استغلالاً للتكنولوجيا لنشر روايته على الصعيد الدولي، لكنها تواجه رفضاً واسعاً من المجتمع الدولي والحقوقيين، الذين يرون في هذا الأسلوب محاولات لتشويه صورة الفلسطينيين وشرعنة العنف ضد المدنيين، الرمزية الإعلامية لم تؤدِّ إلى التخفيف من حجم الانتقادات، بل زادت من التوترات السياسية وأظهرت الفجوة بين الرواية الإسرائيلية والحقائق الميدانية على الأرض.