علي الأحمر يفتح ملف سقوط صنعاء: الانقسام الداخلي كان العامل الحاسم

2025.09.27 - 03:32
Facebook Share
طباعة

في الذكرى الثالثة والستين لثورة 26 سبتمبر، اختار نائب الرئيس اليمني السابق، الفريق علي محسن صالح الأحمر، أن يكسر صمته حول واحدة من أعقد المحطات في تاريخ اليمن المعاصر: سقوط العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014. ونشر الأحمر لأول مرة صوراً توثق مغادرته العاصمة على متن طائرة عسكرية صباح اليوم التالي، في خطوة اعتبرها كثيرون لحظة مفصلية في مسار الأحداث.

الأحمر قدّم روايته للأحداث من زاوية تحليلية، مؤكداً أن سقوط المدينة لم يكن مجرد هزيمة عسكرية، بل نتيجة لانقسام داخل مؤسسات الدولة وتصدع الصفوف في اللحظة الحرجة. على الرغم من جاهزية القوات وانتشار الوحدات في محاور الدفاع، أدى غياب القرار الموحد وارتباك القيادة إلى استسلام العاصمة بسرعة، وهو ما فتح المجال أمام خصومه للسيطرة على صنعاء.

من خلال مقاله الذي نشره عبر منصة "إكس"، ربط الأحمر الأحداث بالذاكرة التاريخية للدفاع عن الجمهورية، استذكر حصار السبعين يوماً في الستينيات، حين تمكنت صنعاء من الصمود بفضل وحدة المجتمع وتماسك القوى الوطنية.
بالمقارنة، أدت الانقسامات عام 2014 إلى انهيار الجبهة الداخلية رغم توفر السلاح والقوات، مؤكداً أن اللحظة الحاسمة حُسمت قبل المواجهة العسكرية المباشرة.

الرسالة الرئيسية للأحمر ركّزت على سقوط العاصمة، يبين أزمة أعمق في الثقة بين القوى السياسية والعسكرية، وانهيار مفهوم الدولة الجامعة.
مغادرته العاصمة لم تكن هروباً، وإنما خطوة للحفاظ على المشروع الجمهوري من خارج المدينة، مع استمرار السعي لاستعادة الدولة عبر تعزيز الوحدة الوطنية وإعادة بناء الثقة بين المكونات اليمنية المختلفة.

الأحمر شدد على استعادة الجمهورية لا تتحقق بالسلاح وحده، بل تتطلب إعادة ترتيب الأولويات وتوحيد القرار السياسي والعسكري.
الخطاب تزامن مع احتفالات اليمنيين بذكرى ثورة 26 سبتمبر، مسلطاً الضوء على استمرارية الصراع بين مشروعين متناقضين في اليمن: مشروع الجمهورية الذي يعتمد على وحدة الشعب والمؤسسات، ومشروع يهدد هذا الكيان من الداخل.

من منظور تحليلي، يمكن قراءة تصريحات الأحمر على أنها محاولة لإعادة تعريف موقفه خلال الأحداث المفصلية، إذ يقدم مغادرته العاصمة كخيار استراتيجي للحفاظ على المبادئ الجمهورية وليس هروباً من المواجهة كما يضع الكرة مجدداً في ملعب القوى السياسية اليمنية لإعادة بناء الدولة وتجاوز الخلافات التي كانت السبب الأكبر في إضعاف مؤسساتها.

يرى مراقبون أن الوحدة الوطنية والانسجام بين المؤسسات العسكرية والسياسية هما العامل الحاسم في حماية الجمهورية واستقرار الدولة، أي فراغ قيادي أو ضعف في التنسيق يفتح الباب أمام الأزمات ويعرض الدولة لمخاطر السقوط.
الأحمر يذكّر الجميع بأن الحفاظ على الجمهورية يتطلب جهداً مستمراً وتجاوز الخلافات الصغيرة التي قد تتحول إلى ثغرات كبرى في لحظات الحسم. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 7