خطاب نتنياهو بالأمم المتحدة.. استفزاز دولي وانكسار آمال ضم الضفة

2025.09.27 - 03:04
Facebook Share
طباعة

أثارت كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ80 موجة من الغضب والانتقادات على الصعيدين الدولي والمحلي، وسط تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة وتراجع الدعم الأميركي لمساعيه في ضم الضفة الغربية. الخطاب كشف حجم العزلة الدبلوماسية التي تواجهها إسرائيل، فضلاً عن تباين الرؤى داخل الدولة العبرية نفسها بين القيادة السياسية والجيش والمستوطنين.

استفزاز دولي أمام الجمعية العامة

صحيفة ليبراسيون الفرنسية رصدت مشهدًا يعكس الانقسام الحاد خلال كلمة نتنياهو، حيث صفق أنصاره بينما غادرت وفود من الدول الأخرى القاعة في احتجاج صريح. خطاب نتنياهو تضمن هجومًا مباشرًا على الدول الغربية التي اعترفت بفلسطين، متهمًا إياها بالاستسلام لحركة حماس، في رسالة اعتبرها المراقبون تصعيدًا غير مسبوق.

مخاطرة بحياة الجنود والرهائن

ادعى نتنياهو أن خطابه بُث عبر مكبرات صوت داخل غزة ليتمكن الرهائن المحتجزون لدى حماس من سماعه، وهو ما أثار غضبًا واسعًا داخل إسرائيل. صحيفة هآرتس ذكرت أن أهالي الجنود بعثوا برسائل غاضبة لرئيس الأركان ووزير الدفاع، اتهموا القيادة السياسية والاستهتار بأرواح أبنائهم، واعتبروا الحرب الحالية مسرحية سياسية تهدد حياة الجنود بلا مبرر.

خيبة أمل أميركية وضربة للمستوطنين

صحيفة يديعوت أحرونوت أبرزت دور الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في تراجع آمال نتنياهو، حيث أكد عدم إمكانية تنفيذ خطط ضم الضفة الغربية رغم دعم المتطرفين من المستوطنين. التحليل الدولي يشير إلى أن الضغوط الدولية لعبت دورًا محوريًا في إحباط طموحات الحكومة الإسرائيلية، وهو ما يمثل صدمة سياسية داخل الكيان.

الدمار المستمر في غزة

نيويورك تايمز كشفت عن صور الأقمار الصناعية التي أظهرت دمارًا واسعًا في حي الزيتون ومحيط الشيخ رضوان، حيث سويت عشرات المباني بالأرض خلال الشهر الجاري، في تجاوز واضح لما شهده الحي سابقًا من عمليات عسكرية مؤقتة، بينما يصر نتنياهو على إبقاء سيطرة إسرائيل على المناطق المستهدفة.

استغلال إعلامي وتقييد الصحافة

صحيفة الغارديان سلطت الضوء على استغلال الحكومة الإسرائيلية لشركات علاقات عامة أميركية لتسويق روايتها عن الحرب، وترويج سردية "الخوف من أطفال إرهابيين" لتبرير قتل المدنيين، مع تقييد عمل الصحفيين المستقلين، ما ساهم في تضليل الرأي العام الدولي وزيادة الانتقادات الحقوقية.

انعكاسات ثقافية ودبلوماسية

موقع بوليتيكو أشار إلى تهديد بعض الدول الأوروبية بمقاطعة مشاركة إسرائيل في مسابقة "يوروفيجن" للعام المقبل، بعد أن أصبح الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي نقطة ضغط على المنصات الثقافية، في ظل محاولة إسرائيل توظيف حدث ثقافي لتجميل صورتها الدولية.

خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة لم يكن مجرد كلمة سياسية، بل كشف بشكل صريح عن حجم العزلة الدبلوماسية لإسرائيل، وتباين الرؤى الداخلية بين قيادة الدولة، الجيش، والمجتمع المدني. تزامن الخطاب مع تكثيف القصف على غزة، واستمرار المأساة الإنسانية، فضلاً عن خيبة أمل كبيرة في صفوف داعمي سياسات الضم في الولايات المتحدة. المشهد العام يشير إلى أن إسرائيل تواجه اليوم تحديات مزدوجة: مواجهة نقد دولي حاد، واستجابة داخلية متصاعدة للضغط على الحكومة لوقف التصعيد العسكري. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 9