في كشف نادر، أكد القيادي في حركة حماس ورئيس بلدية خان يونس، علاء البطة، أن مبادرة فلسطينية لإنهاء الحرب في غزة لم ترَ النور، رغم أنها كانت تهدف إلى وقف القصف وحماية المدنيين الفلسطينيين. المبادرة، التي كانت ستصدر باسم البلديات والمجتمع المدني والمخاتير، اصطدمت برفض بعض الشخصيات التوقيع عليها خوفاً على مستقبلهم الشخصي، فيما يواصل سكان القطاع مواجهة المجاعة والقصف اليومي.
أوضح البطة أن المبادرة الفلسطينية كانت تركز على وقف إطلاق النار وتسليم الرهائن إلى لجنة وساطة عربية ودولية، مع انسحاب القوات الإسرائيلية بعد إتمام الصفقة. كما نصت على تسليم ملف غزة للجامعة العربية واللجنة العربية الإسلامية، وإنشاء لجنة لإدارة شؤون القطاع بدعم من قوة عربية مؤقتة، مع تشكيل وفد خبراء للتفاوض مع إسرائيل برئاسة السلطة الفلسطينية، باعتبارها الهيكل المعترف به دولياً.
وأشار البطة إلى أن المبادرة لم تُنفذ بسبب مخاوف بعض القادة من تداعيات توقيعها على مستقبلهم الشخصي، رغم أنها كانت تمثل فرصة حقيقية لإنهاء سنوات الحرب والمعاناة في غزة.
في الوقت نفسه، كشفت الولايات المتحدة خلال اجتماعات الأمم المتحدة عن خطة سلام شاملة من 21 بنداً، تهدف لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين، وتشمل إطلاق سراح الرهائن، تحرير بين 100 و200 سجين فلسطيني، عرض العفو على حماس مقابل الخروج من غزة وتسليم السلاح، انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية، وإعادة إعمار القطاع خلال خمس سنوات عبر ائتلاف دولي، مع إنشاء قوة أمنية فلسطينية تحت إشراف عربي ودولي.
ويظل الواقع في غزة مأساوياً: حوالي 45 أسيراً إسرائيلياً ما زالوا محتجزين، ويعتقد أن أكثر من نصفهم قضوا، بينما تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين 60 ألفاً وفق تقديرات أممية، وسط انتشار المجاعة وانهيار البنية التحتية بالكامل.
تكشف هذه الوقائع حجم الفشل السياسي أمام صراع طويل، حيث تُدفن المبادرات قبل أن تولد، فيما يبقى الشعب الفلسطيني ضحية النزاع، ومعاناة غزة تتصاعد يومياً تحت قصف مستمر وفقدان الرعاية الإنسانية، بينما تظل الحلول الحقيقية خارج متناول اليد.