تعثر الاتفاق السوري الاسرائيلي بسبب ممر إنساني.. تفاصيل

بقلم مايا غبيلي- رويترز

2025.09.26 - 04:47
Facebook Share
طباعة

- إسرائيل تعيد طرح مطلب سبق أن رفضته سوريا
- المبعوث الأميركي يقول إن الهدف الآن هو اتفاق "خفض التصعيد"
- مسؤول سوري: لم تُعقد محادثات منذ الأسبوع الماضي

 


قالت أربعة مصادر مطلعة على المحادثات إن الجهود للتوصل إلى اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل اصطدمت بعقبة في اللحظة الأخيرة بسبب مطالبة إسرائيل بفتح "ممر إنساني" إلى محافظة السويداء جنوب سوريا.

وكانت سوريا وإسرائيل قد اقتربتا خلال الأسابيع الأخيرة من الاتفاق على الخطوط العريضة لاتفاق بعد أشهر من محادثات برعاية أميركية في باكو وباريس ولندن، والتي تسارعت قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع.

وكان الاتفاق يهدف إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح تشمل محافظة السويداء، حيث أودت أعمال عنف طائفية في يوليو الماضي بحياة مئات من أبناء الطائفة الدرزية، وهي فرع من الإسلام.

إسرائيل تقول إنها ستحمي دروز سوريا

إسرائيل، التي تضم أقلية درزية قوامها 120 ألف نسمة يخدم رجالها في الجيش الإسرائيلي، قالت إنها ستحمي الطائفة ونفذت ضربات عسكرية في سوريا تحت شعار الدفاع عنها.

وفي محادثات سابقة بباريس، طلبت إسرائيل فتح ممر بري إلى السويداء لتقديم المساعدات، لكن سوريا رفضت الطلب باعتباره انتهاكاً لسيادتها.

وأعادت إسرائيل طرح المطلب في مرحلة متأخرة من المحادثات، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين اثنين، ومصدر سوري، ومصدر في واشنطن مطلع على سير المحادثات.

وقال المصدر السوري والمصدر في واشنطن إن المطلب الإسرائيلي المتجدد نسف خطط الإعلان عن اتفاق هذا الأسبوع. وهذه العقبة الجديدة لم يسبق الإبلاغ عنها.

وزارة الخارجية الأميركية ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزارة الخارجية السورية لم يردوا على أسئلة بشأن ملامح الاتفاق أو نقاط الخلاف.

لا محادثات منذ الأسبوع الماضي

المبعوث الأميركي توم باراك، الذي يتوسط في المحادثات بين سوريا وإسرائيل، قال يوم الثلاثاء إن الخصمين اللدودين اقتربا من التوصل إلى "اتفاق خفض تصعيد" تتوقف بموجبه إسرائيل عن هجماتها وتتعهد سوريا بعدم نقل آليات أو معدات ثقيلة قرب الحدود مع إسرائيل.

وأضاف أن ذلك سيكون بمثابة خطوة أولى نحو الاتفاق الأمني الذي يتفاوض عليه الطرفان. وقال دبلوماسي مطلع على الأمر إن الولايات المتحدة تبدو "تتراجع من اتفاق أمني إلى اتفاق خفض تصعيد".

وتحدث الرئيس السوري أحمد الشرع، وهو قائد سابق في تنظيم القاعدة قاد القوات المتمردة التي سيطرت على دمشق العام الماضي، قبل باراك في مناسبة بنيويورك، وأعرب عن قلقه من أن إسرائيل ربما تماطل في المحادثات. وقال: "نحن خائفون من إسرائيل. نحن قلقون من إسرائيل. الوضع ليس بالعكس."

وقال مسؤول سوري لرويترز إن المحادثات التي سبقت بدء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت "إيجابية"، لكن لم تجر أي محادثات أخرى مع المسؤولين الإسرائيليين هذا الأسبوع.

وقال مكتب نتنياهو يوم الأربعاء إن إتمام المفاوضات الجارية "مرتبط بضمان مصالح إسرائيل، التي تشمل، من بين أمور أخرى، نزع سلاح جنوب غرب سوريا والحفاظ على سلامة وأمن الدروز في سوريا".

وتخوض سوريا وإسرائيل عداوة منذ تأسيس إسرائيل عام 1948. وأقام اتفاق فض الاشتباك عام 1974 منطقة ضيقة منزوعة السلاح تراقبها الأمم المتحدة.

لكن منذ أن أطاح المتمردون بالرئيس السوري حينها بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، نفذت إسرائيل ضربات غير مسبوقة ضد أصول عسكرية سورية في أنحاء البلاد وأرسلت قوات إلى جنوب البلاد.

وأبدت إسرائيل عداءً علنياً تجاه الشرع، مشيرة إلى صلاته السابقة بتنظيم القاعدة، وضغطت على الولايات المتحدة لإبقاء سوريا ضعيفة ومجزأة.

وخلال أشهر من المحادثات، كانت سوريا تدعو إلى العودة إلى اتفاق فض الاشتباك لعام 1974. وفي منتصف سبتمبر، وصف الشرع الاتفاق للصحفيين بأنه "ضرورة". وقال حينها إن على إسرائيل احترام الأجواء السورية ووحدة الأراضي، لكنه أشار إلى احتمال وقوع خروقات إسرائيلية.

وأضاف: "يمكننا التوصل إلى اتفاق في أي لحظة، لكن تنشأ مشكلة أخرى، وهي: هل ستلتزم إسرائيل بتنفيذه؟ سنرى ذلك في المرحلة المقبلة." 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 3