ألغى رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام جميع مواعيده الرسمية اليوم الجمعة، في خطوة احتجاجية على قيام حزب الله بإضاءة صخرة الروشة الشهيرة بصورة الأمين العام للحزب حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، الأمين العام السابق.
مصادر في السراي الحكومي أوضحت لصحيفة النهار أن سلام اعتبر ما جرى "تجاوزاً صريحاً" لقرار مجلس الوزراء، مشيرة إلى أن الموافقة الرسمية التي أعطيت للمنظمين نصّت بوضوح على منع إنارة الصخرة أو إسقاط أي صور عليها من البر أو البحر أو الجو.
سلام أصدر بياناً اعتبر فيه أن الحادثة تمثل "مخالفة صريحة" للقوانين والضوابط المعمول بها، مؤكداً أن ما وصفه بـ"التصرف المستنكر" لن يثنيه عن المضي في مشروع "إعادة بناء دولة القانون والمؤسسات". وأضاف أن ما جرى "يزيدنا إصراراً على تحقيق هذا الواجب الوطني".
وكان سلام قد أصدر في وقت سابق من الأسبوع تعميماً شدد فيه على الالتزام بالقوانين الناظمة لاستخدام الأملاك العامة والمعالم الوطنية، في إشارة واضحة إلى حساسية قضية صخرة الروشة كرمز سياحي ووطني.
من جهته، أصدر جهاز "إعلام الحزب" بياناً أوضح فيه أن عملية الإضاءة حملت "طابعاً رمزياً" ولم تكن تهدف إلى خرق القوانين، بل جاءت كتعبير سياسي في مناسبة محددة.
إضاءة صخرة الروشة تكتسب رمزية خاصة، إذ تمثل أحد أبرز معالم بيروت السياحية والوطنية. هذه الخطوة تأتي في سياق التوترات السياسية المستمرة بين الحكومة اللبنانية وحزب الله، حيث يتقاطع الجدل حول "هيبة الدولة" مع الاستعراض الرمزي للحزب في الفضاء العام، ما ينذر بتصاعد السجالات السياسية والإعلامية في الأيام المقبلة.