أكد ضابط إسرائيلي شارك في الهجوم الأخير على العاصمة القطرية الدوحة أن العملية انتهت بالفشل، قائلاً في مقابلة مع قناة عبرية: "أحيانا لا ننجح، وحتى في هجوم الدوحة يمكن القول رسمياً إننا فشلنا".
هذا الاعتراف العلني يأتي ليعكس حجم الإخفاق في العملية التي أثارت منذ بدايتها جدلاً واسعاً داخل إسرائيل، سواء على الصعيد العسكري أو السياسي.
أهداف غامضة وروايات متناقضة
بعد الغارة، رُوّجت رواية رسمية مفادها أن استهداف المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة كان يهدف إلى تسريع صفقة تبادل الأسرى عبر إضعاف نفوذ قياداته السياسية، وتحويل القرار إلى الجناح العسكري بقيادة عز الدين حداد.
لكن هذه الرواية قوبلت بتشكيك واسع من محللين وخبراء إسرائيليين، الذين أكدوا أن المكتب السياسي لطالما أدار علاقاته مع قيادة غزة بشكل مختلف ولم يكن عقبة أمام التفاوض خلال العامين الماضيين.
مصادر أمنية إسرائيلية وصفت قرار تنفيذ العملية بأنه انطوى على "مخاطر استخبارية ودبلوماسية جسيمة"، حتى في حال نجاحه.
وأكدت أن الغارة كشفت عن قدرات خاصة لإسرائيل، من بينها معرفتها بمواقع حساسة تُستخدم من قبل حماس كـ"بيوت آمنة" في العاصمة القطرية، ما قد يُفقد تل أبيب أوراقاً مهمة في المواجهة المقبلة.
فشل العملية وضع إسرائيل أمام مأزق جديد، إذ لم تحقق الغارة أهدافها المعلنة، بل فتحت الباب أمام توتر أكبر مع قطر، الدولة التي تلعب دوراً محورياً في الوساطات الإقليمية.
كما أن كشف قدرات استخبارية في ساحة خارجية مثل الدوحة قد يفاقم المخاوف داخل المؤسسة العسكرية من انكشاف أدوات العمل السري وتراجع قدرة الردع.
الهجوم على الدوحة جاء في سياق التصعيد المتواصل بين إسرائيل وحماس بعد أشهر من العمليات في غزة وجبهات أخرى. وتُعد هذه أول مرة تعلن فيها تل أبيب استهدافاً مباشراً داخل قطر، وهو ما اعتُبر خرقاً خطيراً لسيادة دولة خليجية لطالما لعبت دور الوسيط في ملفات حساسة.