واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملتها العسكرية ضد مدينة غزة، مستهدفة المناطق السكنية والمراكز الحيوية. وأسفرت الغارات والقصف المستمر عن سقوط عشرات الضحايا، بينهم أطفال ونساء، فيما أجبرت أكثر من نصف مليون فلسطيني على مغادرة منازلهم، بحسب إحصاءات أولية، للتوجه نحو مناطق النزوح المحدودة جنوب القطاع وغرب خان يونس.
رغم ادعاءات الاحتلال بأن 700 ألف فلسطيني نزحوا، تؤكد الأمم المتحدة أن الرقم الفعلي يبلغ نحو 388,400 شخص. مع ذلك، مساحة مناطق النزوح لا تتجاوز 10% من إجمالي مساحة القطاع، ما يعني ازدحامًا شديدًا وصعوبة في توفير الخدمات الأساسية.
المجازر المستمرة وتداعياتها على المدنيين:
تواصلت المجازر الإسرائيلية في غزة، حيث سقط 43 شهيدًا منذ فجر الخميس، بينما سجلت وزارة الصحة 83 شهيدًا و216 إصابة جديدة خلال 24 ساعة، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 65,427 شهيدًا و167,376 إصابة منذ أكتوبر 2023.
أبرز الهجمات شملت قصفًا مدفعيًا على منطقة النفق شمالي المدينة، واستهداف منازل النازحين في مخيم الشاطئ وحي التفاح، ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات السكان، وتدمير البنية التحتية الحيوية. كما تعيق قوات الاحتلال وصول فرق الدفاع المدني إلى المنازل المنهارة، ما يزيد من حجم المأساة.
الأزمة الإنسانية: نقص الأدوية وخدمات الطوارئ
مع استمرار الحرب، وصلت أزمة نقص الأدوية في المستشفيات إلى مستويات كارثية، بما في ذلك خطر توقف بنوك الدم عن العمل بسبب نقص المستهلكات المخبرية وأدوات نقل الدم. ويؤكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن الوضع أصبح غير قابل للاستمرار، مع امتلاء جميع مناطق النزوح وعدم توفر مساحات آمنة.
قصص النازحين: الرعب اليومي والضغط النفسي
يعيش النازحون في ظروف صعبة، حيث يواجهون القصف المستمر على طرق النزوح والمخيمات المؤقتة، العديد من العائلات اضطرت للبقاء في منازلها تحت تهديد التوغل البري، على أمل توقف الحرب فجأة، بينما يظل خطر المجازر قائمًا.
المجازر في مناطق النزوح:
في بلدة الزوايدة استشهد 11 نازحًا إثر قصف منزل، بينما قُتل آخرون في مخيم النصيرات ودير البلح وساقية بني سهيلا. كذلك طالت الهجمات المزارعين والمباني السكنية في وسط وجنوب القطاع، ما يؤكد سياسة الاحتلال المستمرة للأرض المحروقة.
هجمات المقاومة الفلسطينية:
ردت المقاومة الفلسطينية على الهجمات الإسرائيلية، حيث تمكنت كتائب القسام وألوية الناصر صلاح الدين من استهداف مروحيات ودبابات إسرائيلية، بما في ذلك جرافات من نوع D9، وأسقطت صاروخًا تجاه طائرة هجومية إسرائيلية، في مؤشر على تصاعد المواجهة العسكرية على الأرض والجو.
التداعيات الإنسانية والسياسية:
يشدد فليب لازريني، المفوض العام لوكالة الأونروا، على أن استمرار الحرب يفاقم المجاعة ويعرقل تقديم المساعدات الإنسانية، داعيًا المجتمع الدولي لإرادة سياسية حقيقية لإنهاء النزاع والسماح بوصول المساعدات إلى كافة سكان غزة.