إيران تكشف المستور الإسرائيلي: ما خلفية التسريب؟

2025.09.25 - 09:44
Facebook Share
طباعة

في خطوة حازت اهتمام المراقبين الدوليين، كشفت إيران عن وثائق حساسة تتعلق بالبرنامج النووي الإسرائيلي، بعد أكثر من خمس سنوات على عملية سطو الموساد على أرشيفها النووي، الإعلان جاء في توقيت بالغ الدقة قبيل إعادة فرض العقوبات الأممية على طهران، ويعكس استراتيجية إيران لموازنة الضغوط الدولية عبر عرض قدراتها الاستخباراتية والضغط على إسرائيل سياسياً وأمنياً.

"كنز بيانات" إيراني:

يتضمن الوثائقي الذي بثته وسائل الإعلام الإيرانية تحت عنوان "بيت العنكبوت المخفي"، لقطات مصورة من داخل مفاعل ديمونة، وجوازات سفر لعلماء إسرائيليين، ومعلومات عن مواقع عسكرية حساسة.
وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل الخطيب أوضح أن هذه العملية نتيجة تخطيط دقيق استمر لشهور، ونشر جزء من الوثائق فقط يهدف لضمان حماية مصادر المعلومات داخل إسرائيل.

هشاشة أمنية في الكيان الإسرائيلي:

يشير المحللون إلى أن الوثائق تبين مستوى من الاختراق الأمني يعيد تقييم قدرة إسرائيل على حماية منشآتها النووية والعسكرية، ايضاً الدقة في إصابة أهداف مثل معهد وايزمان للعلوم خلال الحرب الماضية جاءت نتيجة المعلومات التي حصلت عليها إيران من مصادر داخلية.
يرى باحثين أن التعاون مع عناصر داخل إسرائيل كان متنوعاً، بين من تلقوا حوافز مالية ومن اختار العمل كنوع من الانتقام السياسي ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي.

نظام الخلايا المنفصلة:

اعتمدت إيران على ما أطلقت عليه "الخلايا المنفصلة"، وهي شبكة عملت بطريقة غير مترابطة، بحيث لا يمكن للعدو كشف جميع عناصرها حتى عند اختراق جزء منها، هذه الطريقة عززت قدرة إيران على جمع وتحليل المعلومات بدون تعريض مصادرها للخطر.

الأبعاد الاستراتيجية:

يُفسر محللون الخطوة الإيرانية على أنها جزء من حرب نفسية واسعة، تهدف إلى تحويل الانتباه الدولي عن البرنامج النووي الإيراني إلى تهديدات إسرائيلية محتملة، وإظهار ضعف المنظومات الأمنية الإسرائيلية أن توقيت الإعلان مرتبط بالضغط الدولي المتزايد على طهران، قبل تفعيل آلية العقوبات الأممية، ويعكس رغبة إيران في توظيف المعلومات المكتسبة كورقة ضغط في سباق استراتيجي طويل مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

الوثائقي الإيراني يشكل نموذجاً لكيفية استخدام المعلومات الاستخباراتية في التحركات السياسية والاستراتيجية، فهو يظهر قدرة طهران على جمع البيانات من الداخل الإسرائيلي، ويبرز هشاشة نظم الحماية الإسرائيلية، ويؤكد أن المعركة بين الطرفين لا تقتصر على الجغرافيا وحدود الدولة، بل تشمل بعداً سياسياً وعسكرياً وإعلامياً متشابكاً. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 9