تصريحات المبعوث الأميركي توم براك حول منح تركيا مقاتلات «إف 16» تكشف عن أبعاد استراتيجية وسياسية تتجاوز الجانب العسكري، ربط إدارة ترمب هذه الصفقة بمفهوم "الشرعية" للرئيس التركي إردوغان يشير إلى حرص واشنطن على تأمين حليف قوي في منطقة استراتيجية رغم التوترات السابقة حول منظومة «إس 400» وحظر مشاركة تركيا في إنتاج مقاتلات «إف 35». هذه الخطوة تظهر كيف يمكن للولايات المتحدة موازنة مصالحها الاقتصادية والعسكرية مع أهدافها السياسية في الشرق الأوسط وحلف شمال الأطلسي.
التحليل يشير إلى أن منح تركيا "الشرعية" يرتبط ليس فقط بالتسليم الرسمي لمقاتلات «إف 16»، بل بمنحها قدرة أكبر على ممارسة دور إقليمي نشط، وخصوصاً على الحدود الجنوبية لسوريا، تركيا ستتمكن من استخدام هذه القوة الجوية لدعم مصالحها الإقليمية، بينما يضمن هذا التحرك استمرار التعاون مع الصناعات الدفاعية الأميركية مثل شركة لوكهيد مارتن، بما يعزز مصالح واشنطن الاقتصادية والعسكرية.
في الجانب الداخلي، تصريحات براك أثارت استياء المعارضة التركية التي تعتبر أن إردوغان يسعى لتعزيز شرعيته عبر دعم خارجي. هذا يعكس تصاعد الانقسام السياسي في تركيا بين الحكومة وحزب الشعب الجمهوري، ويظهر كيف تتداخل السياسة الخارجية مع الصراعات الداخلية. استغلال الحكومة للعلاقات الأميركية لتقوية موقفها الداخلي يثير جدلاً حول مدى استقلال القرار السياسي التركي، ومدى تأثير التفاعلات الدولية على الاستقرار الداخلي.
كشفت عن طريقة تعامل الإدارة الأميركية مع حلفائها في الشرق الأوسط، حيث توازن بين الالتزام بالناتو ومصالحها الاقتصادية، وبين إدارة التحالفات الإقليمية وفق استراتيجيات طويلة الأمد، دعم تركيا عسكرياً يضمن استمرار نفوذ واشنطن في المنطقة، خصوصاً في مواجهة التحديات الأمنية على حدود سوريا والعراق، ويحد من أي فجوات استراتيجية قد تستغلها دول أخرى.