تركيا ومصر تعيدان إحياء التعاون البحري.. دلالات مناورات "بحر الصداقة 2025"

2025.09.25 - 04:06
Facebook Share
طباعة

أعلنت وزارة الدفاع التركية أن المناورات البحرية الجارية في البحر المتوسط مع مصر وليبيا، لا تستهدف أي طرف ثالث، مؤكدة أنها تأتي في إطار تعزيز الشراكات الإقليمية وجعل المتوسط "بحراً للسلام". هذا الموقف يفتح الباب أمام قراءة أوسع لدلالات هذه المناورات، خصوصاً في ظل التحولات الجارية في العلاقات الإقليمية.


المناورات التي حملت اسم "بحر الصداقة 2025"، وتستمر حتى 25 سبتمبر، تعد امتداداً لسلسلة تدريبات انطلقت عام 2009 بين أنقرة والقاهرة، لكنها توقفت بعد 2013 إثر القطيعة السياسية بين البلدين. استئنافها اليوم يحمل بعدين أساسيين:

رسالة سياسية: عودة التعاون العسكري بين أنقرة والقاهرة تعكس رغبة متبادلة في تجاوز سنوات التوتر، وفتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية، بعد أن شهدت العلاقات فتوراً حاداً في ملفات حساسة أبرزها شرق المتوسط وليبيا.


رسالة أمنية إقليمية: إجراء تدريبات بحرية مشتركة يعكس توافقاً على ضرورة التنسيق في مواجهة التحديات البحرية والأمنية في شرق المتوسط، خاصة في ما يتعلق بمكافحة التهديدات غير التقليدية مثل الإرهاب والتهريب والهجرة غير الشرعية.


البعد الليبي: مشاركة ليبيا في التدريبات تعكس محاولة الأطراف الثلاثة لإيجاد أرضية مشتركة في الملف الليبي، حيث تسعى تركيا ومصر – رغم تناقض مواقفهما السابقة – إلى صياغة تفاهمات جديدة تضمن مصالحهما الاستراتيجية.


الانعكاسات الإقليمية: استئناف المناورات يأتي في وقت حساس تشهد فيه المنطقة ترتيبات جديدة مرتبطة بالطاقة وأمن الممرات البحرية. وقد تُقرأ هذه الخطوة كرسالة تطمين لدول المتوسط بأن أنقرة والقاهرة قادرتان على إدارة خلافاتهما عبر التعاون بدلاً من المواجهة.

 


منذ 2021، شهدت العلاقات التركية–المصرية مساراً تدريجياً من التهدئة، بدءاً من اللقاءات الدبلوماسية وصولاً إلى تبادل السفراء. واليوم، تعكس مناورات "بحر الصداقة" انتقال العلاقة من مستوى الحوار السياسي إلى خطوات عملية في المجال العسكري.
وإذا استمر هذا الزخم، فقد يشكل التعاون البحري بين أنقرة والقاهرة بداية لمرحلة جديدة من إعادة رسم موازين القوة في شرق المتوسط، حيث يتداخل ملف الغاز والطاقة مع الترتيبات الأمنية والسياسية الأوسع. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 1