تشهد الساحة اللبنانية حالة استنفار واسعة عشية الأنشطة المقررة لإحياء الذكرى السنوية لاغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله. مصادر أمنية أكدت أن الأجهزة الرسمية وغير الرسمية رفعت مستوى الجهوزية إلى أعلى درجاته مع تكثيف الإجراءات في مناطق عدة ولاسيما تلك التي تستضيف الفعاليات.
ورغم الأحاديث المتداولة عن نوايا إسرائيلية لتنفيذ عمليات عدوانية مباشرة أو عبر عملاء محليين، أوضح مرجع أمني لصحيفة الجمهورية أن كثيرًا من هذه الروايات يدخل في إطار التهويل مؤكدا أن الأجهزة تتابع التفاصيل بدقة وتعمل على إحباط أي محاولة تستهدف استقرار البلاد، داعيا المواطنين إلى التعاون والحذر.
الجدل الأبرز ارتبط بالحديث عن نية حزب الله إضاءة صخرة الروشة بصورتي حسن نصرالله وهاشم صفي الدين. جمعية مقربة من الحزب تقدمت بطلب رسمي لتنظيم تجمع على الكورنيش المقابل للصخرة، وقد وافق محافظ بيروت على منح الإذن بالتجمع مع شروط صارمة، أبرزها عدم قطع الطرق أو إعاقة السير والحفاظ على الممتلكات العامة إضافة إلى منع استخدام الصخرة في عروض ضوئية، تنفيذًا لتعميم أصدره رئيس الحكومة نواف سلام.
بالتوازي تستعد القوى الأمنية لانتشار واسع في محيط الروشة برًا وبحرًا، وسط معلومات عن مشاركة وحدات مكافحة الشغب في الإجراءات تحسبًا لأي خرق. وفيما تداولت بعض الوسائل أن المنظمين التزموا بعدم إضاءة الصخرة، ذكرت صحيفة الأخبار أن هذا الأمر لم يُحسم بعد وأن القرار النهائي سيبقى رهن موقف حزب الله.
ترافق هذه الاستعدادات حالة ترقب شعبي وإعلامي، حيث يرى مراقبون أن إحياء الذكرى يتجاوز طابعه الرمزي ليظهر ملامح توازن القوى في الداخل اللبناني، إذ تحاول الدولة فرض ضوابطها في مواجهة نفوذ حزب الله. وبالنسبة للحزب، تمثل المناسبة فرصة لإظهار تماسكه وقدرته على الحشد في ظل التوترات الأمنية والسياسية الإقليمية.
وفي النهاية تتجه الأنظار إلى بيروت لمعرفة ما إذا كانت الفعاليات ستسير بهدوء تحت المظلة الأمنية، أم أنها ستفتح الباب أمام مشاهد جديدة من التوتر بين سلطة الدولة وسلطة الأمر الواقع التي يفرضها حزب الله في الداخل اللبناني.